الطفل ليث: لا تعيدوا سجن والدي

الطفل ليث: لا تعيدوا سجن والدي

28 ديسمبر، 2018 - 12:12pm

كانت لحظات صعبة، صوتها ملأ المكان، صراخ، الم، شتيمة. هي اللحظة الصعبة مضاعفة، دفعة واحدة بعد." اضغطي أكثر"، ها هو يخرج… صراخ… صراخ. ثم صرخة واحدة هستيرية، ثم صمت فصوت انين. وبعد لحظات، بكاء طفل" واء… واء … واء… " الحمد لله إنه صبي. إنه ليث. ها قد جاء إلى الدنيا صارخا باكيا، جاء ولا يعلم أنه سيمضي سنتين من عمره يتأمل والده في الصورة، يبحث عن وجوده على جدران المنزل.

احتضنه والده لحظة قدومه الى الدنيا، كان الأب طائرا من الفرحة، ليث هو الصبي الأول بعد شقيقتين، وكانت العائلة تستعد لدلاله. للصبي مكانة مختلفة في الشرق، هنا يحبون الذكور يعتبرونهم حملة الراية والاسم. انها عادة شرقية. حضر ليث بكر العائلة الذكر وعمت الفرحة. فرحة عمرها 6 شهور فقط.

ذلك المشهد لا ينفك يغادر مخيلتي. كيف لهذا الطفل أن يبدأ حياته بعيدا عن والده. عليه أن ينتظر خروجه من السجن. عليه أن يعيش عامين دون والد. لقد اعتقل عبد الله والد ليث، وهو منسق اللجنة الشعبية لمواجهة الجدار، في قرية بلعين غربي رام الله. قرية بدأت قبل سنوات طوال نضالا شعبيا لمنع هذا المارد من الاستيلاء على ما تبقى من أراضيها. كان والد ليث ناشطا مشاركا مع اخرين من اجل التصدي لتلك الجرافات التي سكنت هاهنا ولا يبدوا أنها ستغادر قبل أن تقضي على بلعين. شجرها وحجرها. وامال بشرها. اعتقل عبد الله أبو رحمة وحوكم بالسجن لمدة عام ونصف. وبقي ليث رضيعا بين يدي والدته.

في بلعين كل شيء كان استثنائيا. في كل يوم جمعة. يتجمع المتظاهرون. اعلام فلسطينية. كاميرات الصحافيين. وهتافات تخرج من الحناجر غضبا على هذا الحائط الأصم. وأخرى تنادي بالحرية لعبد الله، وكان ليث محمولا بين يدي والدته امام المنزل. ويسمع تلك الصرخات. ويسمع اسم عبد الله. لكنه لا يعرف من هو. ولا يعرف شيئا عن الحكاية سوى في صورة علقت على جدران المنزل.

عام 2005 قررت اسرائيل بناء جدار يفصل بينها وبين اراضي الضفة الغربية. بطول يزيد عن 700 كلم ويحيط بالضفة من كل الجهات. اشبه بسياج حديدي يحاصر الفلسطينيين ويلتهم ما يزيد عن 10٪ من اراضي الضفة الغربية. ويصادر الاف الدونمات التابعة لهم.

يمر هذا الجدار فوق قرية بلعين غربي رام الله. يصادر تقريبا نصف اراضيها. فيقرر سكانها الانتفاض في وجهه. وينظمون مسيرات اسبوعية بمشاركة ناشطين فلسطينيين واجانب تطالب بوقف بنائه. وإعادة الارض لسكان القرية. وكان عبد الله ابو رحمة المزارع الفلسطيني الشاب. احد اعمدة هذا الحراك. الساعين لمنع الجدار من سرقة ارضهم.

على مدار 13 عاما واصل أهالي بلعين في كل يوم جمعة تنظيم مسيرة ضد بناء الجدار. قتلت اسرائيل شابا وشابة من عائلة عبد الله أبو رحمة، وأصابت واعتقلت العشرات من أهالي القرية. أصبحت بلعين منارة بالنسبة لبقية البلدات الفلسطينية التي تعرضت أراضيها للمصادرة. أسبوعيا هناك على الأقل خمسة مواقع مثل قرية كفر قدوم قرب نابلس، والنبي صالح قرب رام الله، تنظم مسيرات أسبوعية. لكل منها حكاية. لكنها كلها تتشابه في الآلية. مقاومة سلمية امام عدسات الكاميرا وبحضور الناشطين الأجانب لتسليط الضوء على ما يجري في الأراضي الفلسطينية.

تمكن أهالي القرية من استعادة نصف الأراضي التي صادرها الجدار من خلال معركة قانونية وقضائية طويلة امام المحاكم الاسرائيلية وبفعل نشاط متواصل لنشطاء المقاومة الشعبية. رغم ذلك يقول أهالي القرية إنهم سيواصلون المسيرات حتى يستعيدوا كل أراضيهم التي صادرها الجدار.

مضى عام ونصف على اعتقال عبد الله واقترب ليث من عامه الثالث. كان يقف امام المنزل ينظر الى صورة والده الضخمة المعلقة على الحائط. يصرخ عليه ليهمّا باللعب لكن دون اجابة. حين كان يسأله أهله، "اين بابا؟" كان يهرول نحو الصورة باكيا يصرخ عليه "تعال تعال". كثيرا ما كان يذهب الى الصورة يتأمل مستغربا لماذا هذا الوالد "جامد" لا يجيب على اسئلته ولا يجلب له الهدايا.

كان مشهد اعتقال عبد الله مرعبا في المرة الأولى على ما تروي لما، ابنته البكر. كان يسكن في شقة برام الله. عند الساعة الثانية فجرا، فاقت العائلة على صوت باب المنزل يخلع. وإذا بعشرات الجنود يتدفوق إلى المنزل. احدهم وضع البندقية مباشرة إلى رأس عبد الله بينما كان ممددا على السرير. كانت لحظات كلها رعب " ربما كان عدد الجنود الذين دخلوا منزلنا الصغير اكثر من خمسين".

كان الحوار بين الجندي وعبد الله قصيرا. تم وضع القيود في يديه. ووضعت عصبه فوق عينيه واقتيد إلى السجن. وهناك حكم لمدة عام ونصف بسبب نشاطه في لجان المقاومة الشعبية التي تنظم مسيرات أسبوعية في عدة بلدات فلسطينية ضد سياسة الاستيطان الاسرائيلية وجدار الفصل الاسرائيلي.

تقول ماجدة زوجة عبد الله وأم ليث، إن الجيش اقتحم منزلهم عشرات المرات. وفي كل مرة كانوا يعيثون فيه فسادا " كانوا يتعمدون قلب كل شيء على الأرض. تكسير الأثاث. اخافة الاطفال. وفي كل مرة يصادرون اجهزة الحاسوب خاصة الاطفال، واجهزة الموبايل. كنا نعلم أنهم يريدون ذلك من اجل ارهابنا. كنا نخاف. لكننا مستمرون. وزوجي يمارس حقه في الدفاع عن عائلته وعن شعبه، وبطرق سلمية".

في احدى الليالي اقتحم الجيش منزل عبد الله. وكان قد خصص طابقه السفلي من اجل إقامة الناشطين الأجانب. واعتاد العشرات من الأوروبيين والأمريكيين والاسرائيليين المناهضين لسياسات الاحتلال المبيت في المنزل من اجل مساندة الأهالي في مسيراتهم الشعبية ضد الاستيطان الاسرائيلي. يقول عبد الله " وجود الناشطين الأجانب يخيف الاسرائيليين. يعرفون أن هؤلاء عيون تنقل الحقيقة لأوروبا والعالم. بأن هناك فلسطينيين يدافعون عن ارضهم بطرق سلمية لا عنفية، وبإداوات يجيزها القانون الدولي".

احدى الاقتحامات كانت تهدف إلى اخافة هؤلاء الناشطين كما تروي ماجدة. تم اقتحام المنزل بينما كان عبد الله في داخل السجن. وكان الهدف ترويع الناشطين الأجانب. حينها " لم يبالي احد رغم كل شيء، كانوا يغنون ويعزفون على البيانو في الطابق السفلي. ولم يرق المشهد للجنود فأخذوا يضربونهم دون سبب".

حين كان عبد الله داخل السجن. اطلق عليه زملاؤه الناشطين في المقاومة الشعبية لقب " غاندي فلسطين". هذا الرجل بدأ قبل 13 عاما مع اخرين حراكا شعبيا سلميا. اخترعوا أدوات جديدة للتعبير عن ذاتهم خلت تماما من العنف. في احدى المرات قام هو وعائلته بالدخول إلى إحدى المستوطنات المقامة على أراضيهم لكي يبيتوا في احد المنازل " هي مبنية على ارضنا ونحن بتنا في ارضنا".

وفي مرة ثانية احتجوا وهم يرتدون زي " سانتا" وفي مرة ثالثة " لبسوا ثياب الهولوكوست، ليقولوا للإسرائيليين إنهم يحرقون شعبا في فلسطين مثلما حرق النازيون آلاف اليهود الأبرياء في الحرب العالمية الثانية". يرى عبد الله أن ما يقوم به الفلسطينيون " يستهدف الاحتلال. لا يستهدف شيئا اخر. هناك أصدقاء لنا اسرائيليون واخرون يهود يشاركون معنا في التظاهرات ويدعموننا بشكل كبير. نحن نريد أن نعيش بسلام فوق أرضنا".

كانت الساعة الواحدة ظهرا حيث تجمع عشرات الاصدقاء والناشطين والمقربين لعبد الله امام بوابة "سجن عوفر" القريب من رام الله بانتظار لحظة الافراج عنه. وكان ليث يقف الى جانب امه بانتظار اللقاء. بعد لحظات اقتربت سيارة عسكرية ووقفت على بعد امتار من بوابة السجن. ونزل منها عبد الله، إنه موعد الحرية. كنت انظر الى ليث من بعيد، لم يبدوا متحمسا للقاء ابدا. كان يحمل العلم الفلسطيني ويلهو في المكان دون اي انتباه لوالده.

ما ان وصل عبد الله الى التجمع حتى بدات الهتافات والابتسامات والاحتضان. " حمد الله علسلامة. كفارة.السجن للرجال". لحظات حتى اتسع الوقت للقاء بين عبد الله وليث. لكنه كان على عكس التوقعات. ليث كان فاترا. لقد اعتاد على والده في الصورة. وعلى الطبيعة كان المشهد مختلفا. هرب ليث تاركا والده ينده عليه" تعال يابابا" وارتمى في حضن امه باكيا دون معرفة السبب.

ظل ليث ينظر إلى والده بغرابة. ينظر إلى هذا الغريب. كل المحاولات لكي يقترب منه باءت بالفشل. لم افهم حينها لماذا فعل ذلك. لكن الوالد ظل يحاول معه حتى بدأ الحاجز يكسر رويدا رويدا. استغرق الأمر ساعات حتى وافق ليث ليرتمي بين احضان ابيه. لكنه كان بين الفينة والأخرى يغادر إلى ذات الصورة المعلقة امام المنزل ويتأملها. ربما كان يتأكد إن كان الوالد هو نفسه الذي في الصورة خصوصا وأن عبد الله اطلق لحيته داخل السجن.

ثماني سنوات مضت على هذا المشهد. سألت ليث إن كان يذكر منها شيئا. فقال لي
لا، كل ما اذكرة ان والدي كان في السجن وقد كنت مشتاقا إلى لقائه. تعتقل اسرائيل اليوم 7000 فلسطيني. لا شك ان هناك العشرات مثل ليث. أطفال ينتظرون لقاء آبائهم في زيارات دورية للسجن أو حين يحين موعد الإفراج ومنهم من لا يأمل يوما أنه يرى والده.

وبعد هذه السنوات الطويلة. كان الطبيعي أن تعود حياة ليث إلى طبيعتها. وأن لحظات الفراق عن والده قد ذهبت مع الزمن. لكن لا يبدوا أن هذا الحال سيدوم. فالقصة ها هي تكرر نفسها وهذه المرة بشكل مختلف.

الأمطار كانت تتساقط. وكان ليث مع والدته وشقيقته وشقيقه ثالثة انجبتها العائلة حديثا يجلسون إلى جانب والدهم لالتقاط صورة تذكارية. كان هذه المرة قريبا. وبدا مبتسما ومدهوشا. ليس من الطبيعي أن تأخذ صورة مع الوالد وأنت تعلم أنه سيسجن من جديد.

في ذات المكان امام سجن عوفر. تجمع ليث والعشرات من أصدقاء عبد الله حاملين يافطات تدين ملاحقة نشطاء المقاومة الشعبية السلمية في فلسطين. كان على عبد الله الذهاب لحضور محاكمة عسكرية. هناك تهم وجهتها النيابة العسكرية الاسرائيلية ضده. منها "إثارة الشغب" خلال تظاهرة نظمها الناشطون السلميون قرب مدينة أريحا شرق الضفة الغربية. حين قرروا قطع الحصار المفروض على حرية الحركة للفلسطينيين بالدراجات الهوائية. يقول عبد الله" تهمتي كانت أني قدت دراجتي الهوائية في شوارع بلادي".

يقول عبد الله إن النشاط الشعبي والسلمي الذي يقوده، هو وزملائه من نشطاء المقاومة له هدف وحيد " الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني. نريد أن يعيش اطفالنا بسلام. وفي دولة ترعاهم أسوة بأطفال العالم".

في الوقت الراهن يعتبر الوضع الفلسطيني في أسوأ حالاته. مفاوضات السلام توقفت منذ 9 سنوات. الاستيطان الإسرائيلي متواصل. وحسب تقارير منظمة التحرير الفلسطينية هناك اليوم أكثر من 195 مستوطنة و300 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية لوحدها يعيش فيها اكثر من 700 الف مستوطن. وهناك عشرات المستوطنات داخل القدس الشرقية حيث يتواجد 300 الف مستوطن.

يرى عبد الله أن الاستيطان والجدار الاسرائيلي هما " اكبر عقبة امام قيام الدولة الفلسطينية. وهما مخالفان للقانون الدولي بشكل واضح. ونحن اليوم نقاوم سلميا من اجل منع استمرار هذا الاستيطان الذي التهم اكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية".

لكن كلمات عبد الله هذه قد تكون الأخيرة. فهو فعليا ينتظر تنفيذ حكم جديد بسجنه. وهذا الحكم صدر في وقت سابق. لكن المحامية التي تتولى الدفاع عنه، تؤجل التنفيذ على قدر المستطاع. يقول" في كل أسبوع نذهب الى المحكمة بانتظار صدور الحكم. وانا في كل مرة أودع عائلتي وأصدقائي. حتى الان الحكم لم ينفذ. لكنه قادم لا محالة لا اعرف متى. لكنه قادم".

يقول عبد الله إنه اعتاد مع عائلته على اللعبة التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحقهم " هم يريدون أن نوقف نشاطنا السلمي. ويخلقون الحجج من اجل اعتقالنا. هل يعقل أن يتم اعتقالي لأن قدت دراجة هوائية".

قصة عبد الله تكررت كثيرا مع ناشطين اخرين في لجان المقاومة الشعبية المناهضة للجدار الاسرائيلي والمستوطنات. احد اشهر هذه القصص كانت الطفلة عهد التميمي. عهد كانت تقف امام بوابة السجن لتودع عبد الله. كانت قد أمضت ٨ شهور داخل السجن بتهمة صفع احد الجنود الاسرائيليين الذين اقتحموا منزلها واطلقوا النار على ابن عمها فأصابته رصاصة في رأسه. قصة أخرى كانت لشخص يدعى عيد الجهالين. هو الآخر مهدد بالاعتقال، وينتمي لتجمع بدوي فلسطيني يسمى الخان الأحمر، تريد اسرائيل أن تخلي سكانه بحجة أنه مقام بدون ترخيص، فيما يقول الفلسطينيون إن الهدف هو بناء مستوطنة ضخمة.

وسط حالة الفوضى والتوهان التي يعيشها الفلسطينيون اليوم خصوصا في ظل وجود انقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة اضعف القضية الفلسطينية. كان ليث هو الآخر تائها. يقول ليث وقد اصبح اكثر نضجا وهو اليوم في عامه العاشر " لا اعلم كيف سيكون حالي حين يسجن والدي. يا رب ألا يسجن. انه صديقي. ونلعب سوية.اقول للاحتلال الاسرائيلي حرام عليكم. ما ترجعو تسجنو والدي".

ينتظر ليث اليوم لحظة الفراق مرة أخرى. بالنسبة له. المسألة مصيرية. يخاف في اي لحظة ان ينفذ الحكم " اكثر ما اخشاه ان يصدر الحكم يوما وتكون امي حاملا بشقيق أو شقيقة. لا اريد لهم أن يعيشوا هذه التجربة".

ينتظر ليث وعائلته موعدا جديدا لمثول عبد الله أمام المحكمة الاسرائيلية، من اجل تنفيذ الحكم بحقه. هذه المرة سيسجن أربعة اشهر. نظرت الى ليث قبل ان أغادر المكان حيث وقف الناشطون لوداع عبد الله، وقلت في نفسي ماذا سيفعل هذا الطفل حين يبتعد عنه والده. هل سيعود من جديد للنظر والتأمل في الصورة ؟ أم سيكتفي بالصبر لحين خروجه. قررت أن اساله حول الأمر مرة أخرى. فلم يجب. اكتفى بالابتسامة وقال لي " ما بعرف ما بدي أبوي ينسجن. ما بعرف شو رح اعمل".

قبل ايّام من محكمة عبد الله الأخيرة كان يقود مع عشرات من زملائه اعتصاما استمر اكثر من شهر داخل تجمع بدوي الخان الأحمر إلى الشرق من مدينة القدس. يقول عبد الله إن هذا التجمع يمثل حكاية تحدِِ كبرى. اذا تم اخلاؤه " سيكون من المستحيل قيام دولة فلسطينية متصلة. سيقومون بعدها باخلاء 45 تجمعا اخر تقع بين مدينتي القدس وأريحا، من اجل بناء مستوطنات كبرى تمنع التواصل الجغرافي بين جنوب الضفة الغربية ووسطها".

تبلغ مساحة الضفة الغربية 6000 كلم مربع، وهي إلى جانب قطاع غزة يفترض أن تكون أرض الدولة الفلسطينية المرجوة. في الوقت الراهن تسيطر اسرائيل على 70٪ من أراضي الضفة، فيما هناك 10٪ تم عزلها اساسا بعد بناء الجدار. يقول ابو رحمة إن ما تبقى من أراضي الضفة حاليا " لن يتسع لابنائنا في المستقبل. ولن يكون بمقدور ابناء ليث اللعب. فكيف لنا الا نواصل نضالنا السلمي من اجل أن يكون لنا ارض ووطن ودولة نعيش فيها بسلام".