الموت يغيب "سيد العمامة" المناضل هاني فحص

الموت يغيب "سيد العمامة" المناضل هاني فحص

18 سبتمبر، 2014 - 09:09pm

شبكة أجيال الإذاعية ARN_ توفي صباح اليوم الخميس، "سيد العمامة" هاني فحص "68 عاماً" بعد أن ادخل لمتشفى الجامعة الاميركية في بيروت نتيجة اصابته بـ "تليف في الكبد"، وأدى لدخوله في غيبوبة توفي على إثرها.

وفي بيان لها، ونعت حركة فتح "ابنها البار، ابن الثورة الفلسطينية المُناضل الكبير العلامة اللبناني الفلسطيني السيد هاني الفحص"، وأكدت أنه برحيل العلامة فحص، فقد خسرت الحركة والشعبين الفلسطيني واللبناني والأمة العربية مُناضلاً صلباً أفنى حياته في الدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني العادلة وعن قضايا أمتنا العربية التحررية التي خسرت ضميراً حياً من ضمائر الأمة العربية دافع عن الحق والعدل وعن أهدافه وطموحات أمتنا العربية.

من جانبها، نعت مؤسسة ياسر عرفات عضو مجلس إدارة المؤسسة العلاّمة هاني فحص، وأشارت إلى أنه اشتهر بخدمة قضايا شعبه وأمنه، وكان فلسطينياً لبنانياً ملتزماً لقضايا الأمة وحقوق شعبنا، وعمل عن قرب مع الرئيس المؤسس ياسر عرفات.

والسيد هاني فحص "1946 - 2014" رجل دين مسلم شيعي، من القلائل الشيعة الذين انخرطوا في العمل الحزبي العلني، وهو أديب وكاتب ومؤلف وناشط في المجتمع المدني، وداعية للحوار بين الأديان، ومن أبرز المنظرين في مجال مقاربة الإسلام لمواضيع الحداثة المطروحة.

ولد في بلدة جبشيت في النبطية عام 1946، وتلقى الدراسة الابتدائية في القرية والمتوسطة في مدينة النبطية، وتابع دراسته الثانوية ونال شهادة الدروس الثانوية، وهاجر بعدها للنجف في العراق عام 1963 ودرس في حوزتها الدينية ونال إجازة "بكالوريوس" في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية الفقه.

عاد وإستقر عام 1972 في بلدته جبشيت، وتزوج في سن التاسعة عشر من السيدة نادية علو وله خمسة أبناء ذكور وابنتان هم: حسن، زيد، مصطفى، بادية وريا عقيلة المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد.

انتسب لحركة فتح أيام وجودها في لبنان، وهو عضو في المؤتمر الدائم للحوار اللبناني، كذلك فهو عضو في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. وترشح للانتخابات الفرعية عام 1974 متحالفاً مع كمال جنبلاط، ولكن سرعان ما انسحب من المعركة بسبب اعتراض السيد موسى الصدر آنذاك. عاد وترشح للانتخابات النيابية عام 1992 عن محافظة النبطية ولم يحالفه الحظ.

عندما بدأت الثورة الإيرانية عمل عام 1978 على إنشاء التواصل بين ياسر عرفات والامام آية الله الخميني، وقد زار الخميني في منفاه الباريسي، ورافق ياسر عرفات على الطائرة نفسها التي زارت إيران بعد أيام من انتصار الثورة الإيرانية ضد الشاه.

في العام 1982 سافر إلى إيران مع عائلته وأقام فيها حتى العام 1985، عمل خلالها مستشاراً في مكتب إعلام الحوزة في قم، ومشرفا على مجلة "الفجر" وأقام علاقات مع بعض المراجع فيها مثل الشيخ منتظري وغيرهم. وأيام وجوده في إيران سافر في بعثات خارجية مع الإيرانيين إلى الغابون ومدغشقر وكينيا والكاميرون في نشاطات تهدف لتسليط الضوء على القدس.

عاد من إيران عام 1985، وقد تخلى بعد التجربة عن أفكاره القومية، وخاض في العام 1992 الانتخابات النيابية في لبنان ولم يحالفه الحظ فيها. وبعد الانتخابات تفرغ للحوار والكتابة والعمل الفكري والثقافي، فأسس مع سمير فرنجية المؤتمر الدائم للحوار اللبناني، ويعتبر من الأعضاء المؤسسين للفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، وكذلك من المؤسسين للقاء اللبناني للحوار وهو عضو في الهيئة الشرعية للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وكان من المقربين للشيخ محمد مهدي شمس الدين. وكان عضواً في الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين واستقال منه بعد المؤتمر الأول.

وهو عضو في أكاديمية أهل البيت في عمان في الأردن، وكذلك في منتدى الوسطية في عمان أيضاً. وعضو مجلس إدارة و عضو مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات الخيرية الثقافية.

نشر فحص ما يقرب من الثلاثة عشر كتاباً مطبوعاً منها: ماضي لا يمضي، ذكريات ومكونات عراقية، الإمامان الصدر وشمس الدين ذاكرة لغدنا، خطاب القلب، تفاصيل القلب، أوراق من دفتر الولد العاملي، مشروعات أسئلة، في الوحدة والتجزئة، ملاحظات في المنهج، المسرح وغيرها.. أما الكتب والمؤلفات غير المطبوعة، فيمكن ذكر: مرايا، ذاكرة الأمكنة، المعرفة والاختلاف، لبنانيات سياسية، في الوحدة وغيرها.

ن.أ-ر.أ