التعليم بين مطرقة قلة التمويل وسندان الاحتلال

التعليم بين مطرقة قلة التمويل وسندان الاحتلال

27 أكتوبر، 2014 - 10:10am

شبكة أجيال الإذاعية ARN_ "تقرير يحيى حبايب": تؤرق مشكلة الاكتظاظ في الصفوف المدرسية في الاراضي الفلسطينية الطلاب وذويهم على سواء ولكن مسؤول في وزارة التربية والتعليم اعتبر أن تأثير هذا الاكتظاظ "قد يكون إيجابياً أحيانا وليس بالضرورة سلبي".


ويقع قطاع التعليم في فلسطين تحت مسؤولية وزارة التربية والتعليم العالي، التي تشرف على كافة مراحله، إلى جانب مسؤولية وكالة غوث وتسغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" والقطاع الخاص عن التعليم الخاص في الأراضي الفلسطينية، وتمويل قطاع التعليم ينطبق عليه ما ينطبق على بقية القطاعات الاخرى.


وتقول وزارة التربية والتعليم العالي انها سعت منذ تأسيسها للنهوض بقطاع التعليم، الذي ورثته شبه مدمر بفعل الاحتلال الإسرائيلي على مدى ربع قرن، ضمن سياسة ممنهجة للقضاء على كافة مقومات الحياة للفلسطينيين، لافتة الى أنها تمكنت من تحقيق انجازات على هذا الصعيد، وبالاخص فيما يتعلق بالبنية التحتية للمدارس وتحسين نسب الالتحاق بالمدارس وخفض نسب التسرب منها، وقدرت وزيرة التربية والتعليم العالي خولة الشخشير عدد الطلاب في الضفة الغربية وقطاع غزة بنحو مليون و200 طالب وطالبة.


وبحسب تقرير مراجعة قطاع التعليم الصادر عن وزارة التربية، فقد سجل توسع كبير في بناء المدارس بشكل يتساوى مع التوزيع الجغرافي، فتم إنشاء مدارس جديدة في العديد من التجمعات السكانية التي كانت تفتقر لذلك، كما أقيمت مدارس إضافية في جميع التجمعات لاستيعاب الزيادة السنوية الطبيعية في أعداد الملتحقين بالتعليم، فيما أضيفت غرف صفية جديدة في العديد من المدارس.


وجاء في التقرير أن زيادة أعداد المدارس صاحبه استيعاب أعداد كبيرة من المعلمين الجدد، وتوسيع البرامج التعليمية، فأضيفت تخصصات ومساقات جديدة تتناسب مع التطور الذي يشهده العالم، خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات.


وقد أدى انتشار المدارس في مختلف المناطق الى زيادة كبيرة في التحاق الاناث بالتعليم وتقليل معدلات تسربهن نتيجة لقرب المؤسسات التعليمية الفلسطينية من أماكن سكنهن وفصل العديد من المدارس المختلطة.

أولياء الأمور الذين يلتحق أبناؤهم في المدارس الحكومية يعتقدون أن نظام التعليم في فلسطين يواجه تحديات عديدة، أبرزها الاكتظاظ داخل الغرف الصفية، كما يعتقد نور أقطش (27 عاما) من قرية بيتا جنوب مدينة نابلس.

ويرى أقطش أن أبرز الحلول لتفادي هذه الأزمة هو إعادة بناء مدارس جديدة، الأمر الذي يتطلب من الحكومة الاهتمام أكثر بإيجاد جهة مانحة تشرف على تمويل البناء بشكل خاص.

صوت أقطش:

أيدت ذلك ريتا أبو غوش من مدينة رام الله وهي طالبة في المرحلة الثانوية، حيث قالت إن المدارس في فلسطين -خاصة التابعة للحكومة- تواجهها مشكلة الاكتظاظ.

وتؤمن أبو غوش بأن بعض المواد التعليمية تتطلب عدداً أقل من الطلبة داخل الغرف الصفية، لضمان فهم واستيعاب ما يتم شرحه، ولاكتساب موزون معرفي جيد، وهذا ما يستدعي تدخل الحكومة لدعم موازنة وزارة التربية والتعليم، كي يتم وزيع الطلاب بطريقة تسمح لكل منهم أن يأخذ حقه في التعليم.

صوت ريتا أبو غوش:

ويعتقد أحمد شلش من مدينة طولكرم أن معظم المدارس الحكومية غير مؤهلة لنظام التعليم، وهذا يلقي بظلاله على العملية التعليمية، ويؤثر على الطلبة وقدرتهم على الاستيعاب.

ودعا شلش الحكومة لمعالجة هذه النقطة بالإمكانيات المتاحة، بدءاً بتحسين المدارس والغرف الصفية المتهالكة، خاصة مع حلول فصل الشتاء.

صوت شلش:

يتفق مدير عام الاشراف والتأهيل التربوي في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ثروت زيد، مع الرأي القائل إن الازدحام له أثر على التعليم بشكل أو بآخر، لكنه أشار إلى أن الأثر قد يكون إيجابياً أحيانا وليس بالضرورة سلبي.

وأوضح أنه إذا كانت المساحة داخل الغرف الصفية المخصصة لكل طالب بما يعادل 1.2م وإذا لم يتجاوز عدد الطلاب 30 طالباً؛ فهذا يعني أن الغرف الصفية مناسبة، إذا ما توفرت الظروف التعليمية الأخرى.

صوت أبو زيد:

وبيّن زيد أن متوسط عدد الطلاب في الغرف الصفية بالضفة الغربية يساوي 28 طالبا، إذا ما تم استثناء مراكز المدن التي عادة ما تشهد اكتظاظاً أكبر، أما تدني مستوى التعليم في فلسطين فيسأل عنه أداء المعلم داخل الغرف الصفية، وكيف يدير العملية التعليمية.

صوت أبو زيد:

وأضاف: "هناك مدارس حكومية في الضفة الغربية بنيت في ثلاثينات القرن الماضي، وهي بالتأكيد بحاجة إلى ترميم، وأخرى بحاجة إلى إعادة تأهيل لكي تواكب متطلبات العصر، كاستقبال الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة أو لإدخال التطورات التكنولوجية والعليمية داخل الغرف الصفية وتهيئة الساحات والمختبرات والوسائل التعليمية الأخرى. أما المدارس التي بنيت في سبعينات وثمانينات القرن الماضي حتى مجيء السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994؛ فهي بحاجة إلى إعادة النظر فيها، إذا كانت ضمن مواصفات ومعايير فلسطينية تراعى حاليا، وتكلفة ذلك سيكون أقل من النفقات يجب رصدها لإعادة تأهيل المدارس الأقدم".

صوت أبو زيد:

وشدد مدير عام الاشراف والتأهيل التربوي في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، على أن المدارس في الضفة مهيأة ومؤهلة وتحاكي حاجات الطلبة الأكاديمية والتكنولوجية والعلمية.

وقال: "بشكل عام مدارسنا بحاجة إلى تحسين البئية التعليمية وليس البناء، وذلك يتعلق بتطوير المناخ التعليمي والنظام التربوي وتأهيل المدارس لكي تنسجم مع متطلبات المناهج، خاصة فيما يتصل بتوظيف التكنولوجيا في التعليم والتعلم النشط والتعلم بالمشاريع، وهذه مفاهيم جديدة تتطلب أن تكون البيئة المدرسية بكل ساحاتها وملاعبها ومرافقها وحدائقها تستجيب لكل هذه المتطلبات.

صوت أبو زيد:

ثروت زيد حمّل الحكومة مسؤولية تدني مستوى التعليم في فلسطين، حين أشار إلى أن الموازنة المخصصة غير كافية بالنسبة للاعتمادات المالية، ما يسبب شحا في التعيينات، وهذا ما وصفه بالهمّ الأكبر والمأزق للوزارة، كونه يحول دون تطبيق خطط التطوير التربوي على الأرض الواقع.

"فتلك التعيينات الشحيحة جعلت كثيرا من المدارس تستغني عن وظائف هامة، كمساعد لمدير المدرسة، والمشرفين التربويين والمساعدين الإداريين. الكادر التربوي يحتاج إلى تغذية مستمرة لكي تضمن التقدم في المسيرة التعليمية"، كما يلخص

صوت أبو زيد:


من جانبه قال المنسق الإعلامي للاتحاد الأوروبي في فلسطين شادي عثمان إن الاتحاد يساهم في دعم عدة قطاعات حيوية منها قطاع التعليم، مضيفا أن الإتحاد يعمل عبر عدة مجالات لدعم هذا القطاع من خلال المنح الدراسية للطلاب في الجامعات الأوروبية ودعم برامج متخصص في هذا المجال

صوت شادي عثمان