أمريكا واسرائيل تسعيان لمنع  عقد مؤتمر ميثاق جنيف

أمريكا واسرائيل تسعيان لمنع عقد مؤتمر ميثاق جنيف

27 نوفمبر، 2014 - 08:11am

شبكة أجيال الإذاعيةARN_ كشف دبلوماسيون إسرائيليون وغربيون ان إسرائيل والولايات المتحدة تحاولان منع عقد مؤتمر للدول الموقعة على ميثاق جنيف الرابع والذي سيتركز على الوضع في الضفة وقطاع غزة والقدس .


ووفقا لصحيفة "هآرتس" العبرية، فان التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنه على خلفية ضغوطات فلسطينية وعربية فإن الحكومة السويسرية الراعية للميثاق، على وشك إصدار دعوات في الأيام القريبة للمشاركة في المؤتمر الذي يتوقع أن ينعقد منتصف الشهر القادم.


يذكر أنه في بداية نيسان "أبريل"، وردا على تأجيل إسرائيل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى اضافة الى اعلانها عن بناء 700 وحدة استيطانية في القدس، وقع الرئيس محمود عباس باسم "دولة فلسطين" على 15 ميثاقا دوليا طالبا الانضمام إليها، وكان من بينها ميثاق جنيف الرابع الذي يعنى بالدفاع عن المدنيين في مناطق القتال أو في المناطق المحتلة.


وبعد أسابيع توجهت القيادة الفلسطينية وممثلو جامعة الدول العربية بشكل رسمي إلى الحكومة السويسرية، وطلبوا عقد مؤتمر عاجل للدول الموقعة على الميثاق لمناقشة الاحتلال للضفة وبضمن ذلك القدس وكذلك المس بالمدنيين في قطاع غزة من قبل إسرائيل. وبالتوازي مع التوجه الفلسطيني كان هناك قرار بهذا الشأن من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف والتابع للأمم المتحدة.


وحتى اليوم، جرت أربع محاولات لعقد مؤتمر للدول الموقعة على ميثاق جنيف الرابع بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وكانت المرة الأخيرة في العام 2009، في أعقاب الحرب على قطاع غزة عام 2008 – 2009. وفي نهاية مشاورات أجرتها الخارجية السويسرية أعلن أنه لا يوجد دعم دولي واسع وكاف لعقد المؤتمر. كما عقد مؤتمر مماثل في العام 2001، في أعقاب تفجر الانتفاضة الثانية، بيد إن إسرائيل والولايات المتحدة قاطعتا.


وعممت الخارجية السويسرية وثيقة على كل الدول الموقعة على الميثاق تتضمن اقتراحا بعقد المؤتمر في أواسط كانون الأول القادم في جنيف. وأوضحت سويسرا في الوثيقة لكل الأطراف أنها تقترح أن يتركز المؤتمر على احترام القانون الدولي الإنساني والقضايا القضائية ذات الصلة بحماية المدنيين.


كما تضمن الاقتراح السويسري عقد مؤتمر قصير نسبيا، يستمر لثلاث ساعات فقط، على مستوى سفراء، مع كلمات خطابية قليلة، وبدون حضور إعلامي أو تغطية صحفية، باستثناء بيان للصحافة ينشر في نهاية المؤتمر. ونقل عن دبلوماسيين سويسريين قولهم إن سويسرا أوضحت أنها لا تريد حدثا سياسيا أو ناديا للنقاش، ولا مؤتمرا توجه فيه الانتقادات لأحد الأطراف.


وقالت 'هآرتس' إن إسرائيل، رغم ذلك، عارضت عقد المؤتمر، حيث توجه دبلوماسيون إسرائيليون كبار عدة مرات إلى بيرن وجنيف في محاولة لإقناع الخارجية السويسرية بعدم عقد المؤتمر، وأنه في حال عقده فإن إسرائيل ستقاطع، بادعاء أن عقده يشجع الطرف الفلسطيني على القيام بخطوة من جانب واحد تهدف إلى الإساءة لإسرائيل ومناكفتها في الساحة الدولية.


ونقلت عن مصادر دبلوماسية إسرائيلية وسويسرية قولها إن الولايات المتحدة وكندا وأستراليا تساعد إسرائيل، وتمارس ضغوطا شديدة على سويسرا وعلى دول أخرى في محاولة لعرقلة عقد المؤتمر. وبحسب دبلوماسيين إسرائيليين، فإن الولايات المتحدة أبلغت الحكومة السويسرية أن واشنطن ستقطاع المؤتمر إذا تقرر عقده، كما حذت كندا حذو الولايات المتحدة.


وأضافت "هآرتس" أن الجهود الإسرائيلية على ما يبدو فشلت، حيث أن تقديرات دبلوماسيين إسرائيليين وغربيين تشير إلى أنه في الأيام القريبة ستعلن الحكومة السويسرية عن عقد المؤتمر، رغم معارضة دول مركزية مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وغيرها.


تجدر الإشارة إلى أن ميثاق جنيف الرابع، منذ العام 1949، ينص على حماية المدنيين في مناطق القتال بين الدول أو في المناطق الواقعة تحت الاحتلال. ويمنع الميثاق المس بغير المشاركين في القتال، مثل المدنيين أو الجنود الأسرى أو الجرحى.

ر.ق-ر.أ