عزيزي المواطن 25.11.2014

عزيزي المواطن 25.11.2014

25 نوفمبر، 2014 - 12:11am

هناك، في المحافظات الشمالية من الوطن، بات أصحاب المحال التجارية يستعدون لاستقبال الزبائن التي يحملها إليهم يوم السبت، وافدين من الجليل والمثلث، ليصنعوا الحركة في الأسواق الناعسة. تستنفر الشوارع على وقع زمامير السيارات والأصوات القادمة من كل حدب وصوب. حركة نشطة تشهدها أسبوعياً أسواق العديد من مدن الضفّة الغربية، وعلى رأسها جنين ونابلس والخليل، يولّدها المتسوقون من فلسطينيي 48، وتخلّف تساؤلاً حول تهافت هؤلاء، بكبارهم وصغارهم، على السلع والخدمات الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة. فهل يأتي هذا التهافت نتيجة اختيارٍ عمليّ، أم قرارٍ مبدئيّ لا يخلو من الاعتبارات الإجتماعية والسياسية.. لا سيما أن الحرب الأخيرة التي شنّتها إسرائيل ضد قطاع غزّة شكّلت نقطة تحوّلٍ على مستوى استهداف المواطنين العرب في الحيز العام الإسرائيلي، بما في ذلك مراكزه التجارية.

تظهر تقديرات تنشرها “السفير” للمرة الأولى، نقلاً عن دراسة بحثية فلسطينية، أن قيمة المشتريات التي أجراها فلسطينيو 48 في مدن الضفّة خلال العام 2013 وصلت لما يقارب المليار ومليوناً ومئة ألف شيكل (أي أكثر من ثلاثمئة مليون دولار). وهو مبلغ مثير للاهتمام بلا شك، خاصةً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن قيمة الصادرات الفلسطينية الرسمية إلى إسرائيل لا تتعدّى السبعمئة مليون دولار. ما يعني أن التجارة الفلسطينية – الفلسطينية تضاهي تقريباً نصف ما تصدره السلطة الفلسطينية إلى الاقتصاد الإسرائيلي بشكل منظّم.

نادين الصيفي في برنامجها عزيزي المواطن، ناقشت هذا الموضوع بأبعاده السياسية والاجتماعية وتأثيره بعيد المدى على العلاقة بين الفلسطينيين في الداخل المحتل واشقائهم في الضفة، فضلا عن امكانية توجيه هذه الحركة الاقتصادية واستثمارها بالطريقة الأمثل بما يعود بالنفع على طرفي المعادلة.