مؤتمرسمع... نحو حياة موسيقية منفتحة ومتنوعة

مؤتمرسمع... نحو حياة موسيقية منفتحة ومتنوعة

08 ديسمبر، 2014 - 12:12pm

شبكة أجيال الإذاعيةARN_ انطلقت في بيت لحم، اعمال المؤتمر الدولي "سمع"نحو حياة موسيقية منفتحة ومتنوعة، الذي تنظمه مؤسسة صابرين للتطوير الفني ، تحت رعاية وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم ووكالة الانروا .

وافتتح المؤتمر في قاعة فندق ساحة المهد، في مدينة بيت لحم، بحضور وكيل وزارة الثقافة موسى ابو غربية، والمساعد لشؤون التخطيط والتطوير بصري صالح، وتوم جرافي مدير القسم الدولي للمعهد النرويجي للعروض الموسيقية، ومديرة التربية والتعليم نسرين عمرو، والممثلة عن وزارة الخارجية النرويجية سيسيليا ويلوخ، والمدير التنفيذي لمؤسسة صابرين جورج غطاس بالإضافة لطاقم المؤسسة وحشد من أساتذة الموسيقى في المدارس المحلية والدولية .


و"سمع"عبارة عن مؤتمر دولي للحياة الموسيقية في فلسطن وفي أماكن مختلفة حول إنحاء العالم لعدة سنوات، وتم السعي وراء عدد من البرامج والمشاريع وتقديمها من قبل منظمات موسيقية وثقافية تتحدى غياب البنية التحتية والفرص للموسيقى، و هو منبر لتشارك التجارب التي يتم الاستماع إليها والتحاور بها، وتطويرها ليس في السياق الفلسطيني فحسب، بل من اجل جلب تجارب من مناطق مختلفة من حول العالم ومشاركتها، منها الولايات المتحدة وايرلندا والمملكة المتحدة والهند وسيرلانكا والأردن والنرويج ، عى أمل تأسيس البنية لبيئة تتم فيها عمليات الاستماع والمعرفة والتعليم بشكل أفضل . وتطرق المشاركون في المؤتمر الى الحياة الموسيقية من منظور مبني عى التعاون الوطني والدولي ، التربية والتعليم ، والتعليم المدمج ، بناء الكفاءات والتأهيل ، الموسيقى داخل المجتمع والشمولية والحقوق .

وقال جورج غطاس المدير التنفيذي لمؤسسة صابرين ،في الجوهر يدور المؤتمر حول التراث الفلسطيني متعدد الثقافات ، وقدرته عى استضافة وتمجيد التنوع وتعزيز الكفاءات من داخل فلسطن وخارجها، وبدء الحوار من اجلتحقيق التعاون والتفاهم بن المنظمات والفعاليات الشريكة ، مشيرا الى ان مؤسسة صابرين تأسست من سنة 1980، وهي موجودة في مدينة القدس ، وان الفكرة جاءت حول كيفية اضافة الموسيقى للحياة الثقافية الفلسطينية من انتاج وعمل فنانين فلسطينين . وبين غطاس ان المؤتمر عبارة عن حياة موسيقية منفتحة ، وان كل المشاركن من فلسطن ومن خارجها متخصصن وموسيقيين ، من انحاء مختلفة من العالم ، من الهند والولايات المتحدة وسيرلانكا والصين والنرويج ،المملكة المتحدة ، وغيرها من مشاركة المؤسسات الفلسطينية .

وقال ابو غربية في كلمته باسم وزارة الثقافة، ان الموسيقى الفلسطينية على مدى اجيال متوارثة جزء من الموروث الفني الفلسطيني الذي اكتسبه شعبنا من ارتباطه بأرضه وتفاعله معها ، ومع الثقافات الكونية الاخرى . واوضح ابو غربية ان الظروف التي مر بها شعبنا عى مدى اكبر من مائة عام من الاحتلال ، والمقاومة والدفاع عن الارض والهوية ، اسهمت في خلق نقلات ابداعية موسيقية حاسمة في الذهنية الفلسطينية ، وتنمية الانشطة الثقافية وتكامل الادوار بين القطاع العام والأهلي لتطوير الوحدة الوطنية ، والتنمية الانسانية عن طريق احترام الرأي الاخر ، مما ساعد في تمثيل النسيج الوطني .

وأشار الى ان الوجود يفقد جزء من ماهيته اذا فقد الفن وان الفن يظل عامل للحراك وهناك العديد من الموسيقى التي عبرت عن الثورات في المجتمعات ، وان المناخات الموسيقية هي التي تقيم ادوار الروح وتخلق عوالمها الابداعية التي تحمل بصمة مبدعيها، كما وأكد عى ضرورة دعم صمود شعبنا والحفاظ عى منجزنا الحضاري في الثقافة والأدب ومن اجل دعم نضاله للتخلص من الاحتال الذي يشوه الهوية خاصة في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية والعاصمة الدائمة للثقافة العربية . ودعا بصري صالح الى ضرورة ايجاد نظرة مختلفة في التعليم ، ، مشيرا الى الجهود الجبارة التي بذلت من قبل المعلمن والطلبة ، مؤكدا عى ضرورة الانطلاق من جديد ، لان هناك قناعة ثابتة بان المدرسة لها اهمية خاصة للأطفال كونها البذرة الاولى لبناء شخصيتنا في العالم الذي نعيشه . وأكد عى محاور مهمة يجب الاخذ بها للنهوض بالموسيقى في مجال التعليم بالتحديد ان مهمة التعليم ان نتعلم ونعرف ، لان المعرفة تمتلك الادوات التي تمكننا ان نعرف عن انفسنا وعن العالم الذي نعشيه . اضافة الى اهمية التعليم للعمل والإنتاج ، وارتباط ذلك بالمهارات التي يجب ان تتوفر في الاطفال ، حتى يكونوا قادرين عى التفاعل والانجاز في اطار عملية التنمية . وأضاف ان النظام التربوي يجب ان يخرج من النمط التقليدي ، والانطلاق نحو تعليم يتركز حول الطالب ، وان الموسيقى جزء لا يتجزأ من اعادة تغير الواقع في غرفة الصف ، لتحقيق ما يجب تحقيقه . وأكد عى ضرورة ان نتقدم بكل شجاعة بان يكون برنامج موسيقى ، وان يكون جزء منبرنامج تطوير المناهج والتأكيد بان الموسيقى لها دور مهم في هذا .

وأضاف الى ضرورة البحث عن اليات وادوات لتطوير الشراكة الوطنية ومع المؤسسات الدولية والاقليمية ، بهدف التأكد من اننا نسير بالاتجاه نفسه ، وايجاد تنسيق ملائم لي لا تضارب الجهود . وعبرت سيسيليا ويلوخ عن الجهود النرويجية التي قدمتها بلادها لدولة فلسطن ، مؤكدة عى اهمية التعاون النرويجي الفلسطيني ، والذي استمر لمدة عدة سنوات، والذي يهدف الى دعم القطاع الثقافي ، بحيث يكون متطور ومتنوع خاصة بالدول النامية ، مشيرة لأهمية التبادل الثقافي بن الشعوب ، وتعزيز الهوية الثقافية عى المستوى الفردي والوطني . وأضافت ويلوخ انه سيتم دعم منظمات المجتمع المدني ، من اجل بناء قدراتهم ، ومن اجل تبادل المعرفة والخبرات ، وان الملكية الثقافية المحلية ضرورة ، ودونها تصبح الامور مختلفة ، والهدف هو ان يكون هناك تبادل فاعل ، ضمن البرامج والمشاريع التي يتم التأكيد عليها . وأشارت ويلوخ ، الى ان الدعم النرويجي لا يركز فقط عى الانتاج او التبادل ، بل تعزيز وتطويرالمنتجات المحلية ولجعلها قادرة على الاسهام في بلدها .

وأكدت عى ضرورة تسليط الضوء عى الحق في حقوق الطبع ، فليس من الممكن للفنانن ان يستمروا في انتاجهم الفني والأدبي في التنوع الثقافي ، دون ضمان هذه الحقوق ، وعى ضرورة توفير الظروف الفنية ، التي يجب ان تتوفر في السياسات ، من اجل العمل على مثل هذه المشاريع . وأكد توم جرافلي مدير القسم الدولي للمعهد النرويجي للعروض الموسيقية ، ان الهدف الاساسي للمعهد هو صناعة موسيقى حية بجودة فنية عالية ، لكي تكون في متناول المجتمع في جميع انحاء العالم . وقال عودة ترجمان مستشار وخبير في التربية الموسيقية ، ان برنامج "الموسيقى للجميع"برنامج بدا برؤية مؤسسة صابرين للتطوير الفني ، وان الموسيقى هي حق لكل الاطفال ، ولدى الجميع القدرة على تعلمها ، وتذوقها وممارستها ، وهي نشاط انساني لا يقتصر عى فئة دون الاخرى ، او على الموهوبين فقط .ويعتبر "سمع"منبر لتشارك التجارب التي يتم الاستماع اليها ، و التحاور بها ، وتطويرها ليس في سياق فلسطيني فحسب ، بل من اجل جلب تجارب من مناطق مختلفة ، وتعزيز الشراكة معها .