جمعية المدربين الفلسطينيين في حفل إطلاقها ترنو إلى منظومة تدريب فلسطينية بجودة عالمية

جمعية المدربين الفلسطينيين في حفل إطلاقها ترنو إلى منظومة تدريب فلسطينية بجودة عالمية

23 فبراير، 2016 - 03:02pm

شبكة أجيال الإذاعية ARN_تحت رعاية وزير التربية والتعليم العالي ووزير العمل. أقامت جمعية المدربين الفلسطينيين في قاعة أبراجِ الزهراءِ الفندقيةِ حفلا لإطلاق الجمعية. بدأ الحفل الدكتور أكرم عثمان أحد مؤسسي الجمعية الذي رحب بناصر قطامي وكيل وزارة العمل، والسيد خليل رزق رئيسَ اتحادِ الغرفِ التجاريةِ والصناعيةِ في الضفة الغربية والرئيس الفخري لجمعية المدربين الفلسطينيين، وكذلك رحب بالحضور وشكر الجميع على اهتمامهم ومشاركتهم في الحفل.


ثم ألقى رئيس الجمعية وحيد جبران كلمته، حيث أشار إلى أن عملية التدريب في فلسطين تشهدُ اهتماماً واسعاً، وأنهُ تمَ في السنواتِ الأخيرةِ تنظيمُ آلافِ ورشاتِ العملِ والدوراتِ التدريبيةِ من قبلِ مدربينَ ممارسين يعملون على نحوٍ مستقلٍّ أو في إطارِ شركاتٍ أو مؤسسات. وأنشئَت في فلسطين العشراتُ من الشركاتِ والمؤسساتِ المقدِّمةِ للخدماتِ التدريبيةِ والاستشاريةِ في مجال التدريب. ونظراً لكثرةِ المدربين والمؤسساتِ التدريبيةِ، وتعاظمِ عدد الأنشطةِ التدريبيةِ، وتشتتِ الجهودِ وتبعثُرِها، برزت الحاجةُ إلى جهةٍ رسميةٍ مختصةٍ تسهمُ في تنظيمِ عمليةِ التدريبِ وتطويرِها بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية، وتسهم أيضا في اعتمادِ المدربين والبرامجِ التدريبيةِ. ومن هنا جاءت فكرةُ إنشاءٍ جمعيةِ المدربين الفلسطينيين.

وأضاف جبران أن الجمعية تستهدي في عملها برؤيةِ ثاقبةٍ ترنو إلى منظومةِ تدريبٍ فلسطينيةٍ بجودةٍ عالمية، وتسعى في رسالتِها إلى الإسهامِ في تنظيمِ عمليةِ التدريبِ في فلسطين، ورفعِ كفاءةِ أداءِ العاملين الأفرادِ والمؤسساتِ وفاعليتِهِم في مجالاتِ التدريب، وتنميةِ المواردِ البشريةِ وفقَ المواصفاتِ والمعاييرِ العالميّة. وتهدف الجمعيةُ بشكلٍ عامٍ إلى الارتقاءِ بجودةِ التدريبِ المقدمِ من قبلِ المؤسساتِ المتخصصةِ والمدربين الأفراد، بما ينعكسُ إيجابا على كفاءةِ المواردِ البشريةِ العاملةِ في المؤسساتِ الفلسطينيةِ بمختلفِ أنواعِها، وذلكَ من خلالِ: تنظيمِ التدريبِ والارتقاءِ به، وتطويرِ كفاياتِ المدربين المحليين، وتأهيلِ مدربينَ جددٍ ضمنَ معاييرِ الجودةِ العالمية، وتشاركِ المعرفةِ والتشبيكِ مع المؤسساتِ والمدربين عربياً وعالمياً، وتقديمِ الاستشاراتِ والدراساتِ والأبحاث في مجالات التدريب ومستجداتِه.

وفيما يتعلق بالعضوية في الهيئة العامة للجمعية، أضاف جبران أن هذه العضويةُ متاحةٌ لكلِّ مؤسسةٍ أو فردٍ يعملُ في مجالات التدريب المختلفة في فلسطين ويحققُ شروطِ العضويّة، وانضم إلى الجمعية العديدُ من المدربينَ والشركاتِ العاملةِ في مجالِ التدريب، ودعا الحضور إلى تقديم طلبات عضوية لكي تستفيد الجمعية من خبراتهم، وبخاصة أنه ستتم تقريبا انتخابات الهيئة الإدارية الأولى للجمعية.

وبين جبران إلى أن الجمعية بدأت بتنظيمَ "ملتقى خبراءِ التدريب" على نحوٍ شهريّ، وتم اللقاءُ الأولُ في نهايةِ الشهرِ الماضي، وكان موضوعُ الحوارِ والنقاشِ فيه "التدريبُ عن بُعد.... ما بين مؤيدٍ ومتحفّظ" وحضرَهُ ما يقرب من 40 ( أربعين) شخصاً، وسبقَ اللقاءَ وتبعَهُ حوارٌ بين المهتمين عبرَ صفحةِ الفيس بوك الخاصةِ بالجمعية. وسوف يُنظّمُ اللقاءَ الثاني في 28 (الثامن والعشرين) من شباط الحالي. وسيكونُ محورُه "أخلاقيات التدريب". أما الأنشطةُ المستقبليةُ الأساسيةُ التي يجري التخطيط لتنظيمها في هذا العام فهي ثلاثة: الأول: تنظيمُ المؤتمر الوطنيّ للتدريبِ في فلسطين. والثاني: تنظيمُ معرضٍ للشركاتِ والمؤسساتِ والأفرادِ العاملةِ في مجالِ التدريبِ لعرضِ برامجهم التدريبية وتسويقها. والثالثُ: إجراءُ دراسةٍ حولَ واقعِ التدريبِ في فلسطين، وسبلِ النهوضِ بهِ. كما سيتمُ إصدارٍ نشرةٍ إلكترونيةٍ حولَ التدريبٍ ندعوكم إلى المساهمةِ في الكتابة فيها، ومن المتوقعِ أن يصدرَ العددُ الأولُ في نهايةِ الشهرِ القادم.

وتقدم رئيس الجمعية بشكره الجزيل لكل من السيد ناصر قطامي وكيل وزارة العمل، والسيد خليل رزق رئيسَ اتحادِ الغرفِ التجاريةِ والصناعيةِ في الضفة الغربية والرئيس الفخري لجمعية المدربين الفلسطينيين. وأشار إلى أن رعايتهما للحفل تجسد دعمِهما لتنظيمِ عمليةِ التدريبِ وتطويرِها، كما شكر السيدَ سائد حمود صاحب أبراجِ الزهراءِ الفندقيةِ على دعمِه للجمعية من خلال استخدامَ القاعةِ ومرافقِها، وتوفير الضيافة. كما شكر جميع الحضور.

بعد ذلك، ألقى السيد خليل رزق رئيسَ اتحادِ الغرفِ التجاريةِ والصناعيةِ في الضفة الغربية والرئيس الفخري لجمعية المدربين الفلسطينيين كلمة أشاد فيها بالحضور واعتبر مشاركتهم دلالة واضحة على التقاء اهتمامهم مع اهتمام الجمعية لتطوير منظومة التدريب، وأشار في كلمته إلى أن التعليم والتدريب يعدا من الأعمدة الرئيسة للاقتصاد الفلسطيني، وعبر عن استعداد الغرفة التجارية الصناعية في محافظة رام الله والبيره لتسهيل عمل وأنشطة وحراك الجمعية لكونها رائدة وواعدة، ولأنها تعد إضافة نوعية هادفة إلى تنظيم التدريب والارتقاء به. كما اعتبر رزق أن الجمعية تفتح فرصة أمام شركات التدريب في القطاع الخاص لتطوير برامجها التدريبية بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة.

وأضاف رزق أن هناك شركات كثيرة تقدم دورات تدريبية تعمل على تطوير الموارد البشرية وهي مشكورة على ذلك، ولكن مع وجود جمعية فأن ذلك سيعمل تنظيم وضع قطاع التدريب ورفع مستواه وذلك لأهمية هذا القطاع في رفع المستوى الوطني والاقتصادي، والجمعية ستلعب دور مميز في إيجاد الحلقة المفقودة بين سوق العمل والخبرات. واختتم كلمته بالإعلان عن استعداد الغرفة التجارية لاستضافة الجمعية لسنوات أخرى.

بدأ السيد ناصر قطامي وكيل وزارة العمل وممثل وزير العمل كلمته مخاطبا الجمعية بقوله أحسنتم صنعا بتشكيل الجمعية معتبرا ذلك مبادرة مهمة نظرا لوجود حاجة لإضافة الصبغة الوطنية على التدريب، ولكي يتم بعقول وأيدي فلسطينية، بدلا من هدر الكثير من الأموال لاستقدام خبراء من الخارج لكي يقوموا بتحديد الاحتياجات التدريبية في فلسطين. وأشار قطامي إلى أن الأعوام القادمة ستشهد تركيزا أكبر على التدريب المهني لتغطية احتياج السوق الفلسطيني أولا ومن ثم السوق العالمي، ورأى في الجمعية فرصة لمساعدة وزارة العمل في سعيها إلى تحسين سير التدريب بفلسطين من أجل الاستثمار برأس المال البشري، وأعلن استعداد الوزارة للتعاون مع الجمعية لتحقيق أهدافها وتوقيع اتفاقية تفاهم وتعاون.

وبعد الحفل، انتقل الحضور إلى ورشة العمل التي هدفت إلى تطوير معايير ومؤشرات عناصر منظومة التدريب من أجل ضمان جودة التدريب، وقام السيد أيمن الميمي أحد مؤسسي الجمعية بعرض محتوى مسودة وثيقة معايير جودة التدريب التي قامت الجمعية بإعدادها، حيث عرض مفهوم المعيار وجودة التدريب، وأهمية معايير الجودة، أما السيد معاذ موقدي أحد مؤسسي الجمعية فقد قام بتيسير الورشة. وتم توزيع المشاركين إلى عدة مجموعات، تناولت كل مجموعة أحد عناصر منظومة التدريب، وتركز عملها على فحص مدى ملاءمة المعيار المقترح ومؤشرات العمل المقترحة، ثم عرضت المجموعات على بقية المشاركين نتاج عملها. واختتم موقدي الورشة بقوله أن الجمعية ستقوم بتطوير الوثيقة في ضوء ما تقدمت به المجموعات من اقتراحات، وأنه سيتم تعميم الوثيقة لاحقا على المشاركين لإبداء ملاحظاتهم التطويرية.

بعد ذلك، قامت السيدة خديجة شحادة أحد مؤسسي الجمعية بتيسير النقاش، الذي تركز على التوقعات من الجمعية ؟ حيث تركزت الأفكار والمداخلات بتقديم خدمات للأعضاء من خلال العمل على تحديد احتياجات المدربين وتطوير كفاياتهم، وإثراء خبراتهم، وتعميم وثيقة معايير جودة التدريب، وقيام الجمعية بتطوير دبلوم لتدريب المدربين بالتعاون مع المؤسسات المعنية، وكذلك تصنيف المدربين واعتمادهم، وبناء قاعدة بيانات عنهم، وتنظيم قطاع التدريب وفق أسس ومعايير مهنية، والسعي نحو الإبداع والتميز.

وكان هناك اقتراحات أخرى من جانب المشاركين، منها: الاهتمام بتطوير نماذج ومنهجيات معاصرة ومنتجة للتدريب، وإعداد أدلة وحقائب تدريبية متميزة، وتعريف المؤسسات بالمدربين، والتشبيك مع المؤسسات الوطنية والإقليمية المعنية بالتدريب، والاهتمام بالتخصص في أحد مجالات التدريب بدلا من التشتت في عدة مجالات في نفس الوقت.