تعلم اللغات عنصرٌ أساسي في تعزيز قدرة اللاجئين على مواجهة الأزمات

تعلم اللغات عنصرٌ أساسي في تعزيز قدرة اللاجئين على مواجهة الأزمات

21 يوليو، 2016 - 12:07pm

شبكة أجيال الإذاعية ARN_ كشف تقرير جديد صادر عن المجلس الثقافي البريطاني عن الأهمية البالغة في توفير تعليم اللغات وتعلمها بين مجتمعات اللاجئين كما وفي البلدان التي تستضيف أعدادًا واسعة من اللاجئين.

ويُعَدّ تعليم اللغات وتعلمها أساس تعزيز قدرة اللاجئين على مواجهة الأزمات وتزويدهم بفرص التعليم والانخراط في المجتمع والحصول على الخدمات. وفي غياب فرص تعليم اللغات وتعلمها، تنحصر أكثر فأكثر الخيارات الطويلة الأمد التي يتمتع بها الأشخاص المجبرون على الهروب من العنف وعدم الاستقرار. لذلك، على الوكالات الإنسانية والجهات المانحة والحكومات التركيز على كيفية تحسين طبيعة برامج تعليم اللغات وتعلمها وجودة هذه البرامج ونطاقها، وذلك كاستجابة رئيسية للعمل مع اللاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم.

وتختلف الاحتياجات اللغوية بين المجتمعات والفئات العمرية. وفي حين تُعتبر إجادة اللغة الأم أولوية لدى الفئات العمرية الأصغر، أظهرت أبحاث المجلس الثقافي البريطاني أن اللغات الأخرى، وغالبًا ما تكون الإنكليزية أبرزها، تؤدي دورًا محوريًّا هي الأخرى، خصوصًا لدى الفئات العمرية الأكبر.

وفي تصدير التقرير، قال أدريان تشادويك، وهو المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الثقافي البريطاني، إنّ "الخطر الأهم هو ألا يتمكن الأطفال والشباب اللاجئون من إكمال تعليمهم فيصبحوا مهمشين وضعفاء لما تبقى من عمرهم بسبب افتقارهم إلى الفرص، وأقل قدرة على المساهمة في إعادة إعمار سوريا عند انتهاء النزاع. ففي النهاية، اللغة أداة للتواصل وفهم الآخر وتفعيل الإمكانية الفردية. ويتجلى ذلك بأقصى درجاته في سوريا والدول المجاورة لها حيث تتشابك الحاجات والاختلافات اللغوية مع الضعف والتوترات الاجتماعية والخدمات المحدودة، في حين يسعى ملايين السوريين في المنطقة إلى الحصول على الدعم ليتمكنوا من إعادة بناء حياتهم."

وأشار أمين عوض،وهو مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، بدوره، في التصدير كذلك، إلى أنّ "اللغةتؤدي دورًا موازنًا، فعندما يجيد طفل التكلم والكتابة في لغة البلد الذي يستضيفه، يشعر بالثقة في نفسه وقدراته. وفي الوقت عينه، يجب أن يتمتع الأطفال والشباب بفرص لتحسين لغة مسقط رأسهم والمحافظة عليها. وبالنسبة للبالغين أيضًا، تؤدي المهارات اللغوية دورًا رئيسيًّا في مساهمتهم في المجتمعات المستضيفة لهم، ويبني تعليم اللغة جسرًا يصل بين المجتمعات."

ويهدف تقرير "اللغة لتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات" الذي نشر اليوم إلى تطوير المفهوم الدولي لكيفية بناء تعلم اللغات القدرةَ على مواجهة الأزمات، سواء كان ذلك عبر منح صوت للشباب والبالغين أو تعزيز الإدماج في المجتمعات المستضيفة أو تزويد الأفراد بالمهارات الضرورية للحصول على العمل والخدمات والتعليم والمعلومات. ويوصي التقرير بوضع مؤشر لمخاطر اللغة لدعم تلبية احتياجات اللاجئين بشكل منسَّق.

فضلًا عن ذلك، يصف هذا التقرير، بتركيزه على أزمة اللاجئين التي يشهدها الشرق الأوسط وتركيا، الاحتياجاتَ الرئيسية التي رُصدت في مختلف مجموعات اللاجئين، إلى جانب الممارسات السليمة الحالية في استجابة الحكومات والوكالات الإنسانية، والثغرات المحتملة في تنظيم البرامج. كما وينظر في السبل التي يمكن للمجلس الثقافي البريطاني وشركاء آخرون أن يطوروا من خلالها برامج تعليم اللغات لبناء القدرات في خلال الأزمات الطويلة.

وقال مدير المجلس الثقافي البريطاني في سوريا جويل بابرز من جهته إن "اللغة تعني في نهاية المطاف التواصل، ولا تفاهم من دون تواصل. ويمكننا إذًا عبر تزويد اللاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم بالقدرة على أن يفهم أحدهم الآخر أن نطور دعم التماسك في يومنا هذا كما في المستقبل."

وشملت أبرز موجدات البحث النقاط الآتية:
•تسهم كافة اللغات التي يتعلمها اللاجئون في بناء قدرتهم على مواجهة الأزمات على الصعيد الشخصي والعائلي والمجتمعي. وفي هذا الصدد تُعتبر اللغة الأم واللغات الإضافية كلها مهمة.
•تفتح إجادة لغات إضافية المجال أمام فرص تعلم وعمل جديدة.
•تمنح إجادة اللغات الأساسية الناس صوتًا لإخبار قصصهم في مختلف السياقات.
•من شأن تعلم اللغات دعم التماسك الاجتماعي والتفاهم بين الثقافات.
•تشكل نشاطات تعلم اللغات تدخلات تسهم في مواجهة آثار الخسارة والنزوح والصدمات.
•يعزز بناء قدرات معلمي اللغات قدرة التعليم النظامي وغير النظامي في المجتمعات المستضيفة للاجئين على مواجهة الأزمات.
ملاحظات إلى المحرر
للمزيد من المعلومات، يُرجى الاتصال بـ تيم سوولا، كبير المسؤولين الإعلاميين على:
tim.sowula@britishcouncil.org
+44 207 389 4871
ويمكن الاطلاع على التقرير على الرابط الآتي:
https://www.britishcouncil.org/education/schools/support-for-languages/thought-leadership/research-report/language-resilience
سيتم إطلاق التقرير يوم الخميس الواقع فيه 21 تموز 2016 في "ذا رويال إنستيتوشن"The Royal Institution وعنوانها 21 شارع "ألبيمارل" في لندن W1S 4BS، بين الساعة 3:30 و6:00 مساءً.
تتوافر أماكن للصحفيين. إن أردتم الحضور الرجاء الاتصال بتيم سوولا.
أعدّ هذا التقرير طوني كابستيك وماري ديلاني، وهو نتيجة أبحاثهما المكتبية وزياراتهما للأردن وكردستان العراق ولبنان وتركيا بين أيلول 2015 وآذار 2016.
ويستند التقرير إلى دروس مستفادة من برامج اللغة الخاصة بالمجلس الثقافي البريطاني، وسيُستخدم كمرجع في تطوير البرامج المستقبلية الخاصة بتعليم اللغات للمتأثرين بالأزمة السورية، على وجه الأخص أولئك المقيمين في داخل سوريا وفي المجتمعات المستضيفة لهم في لبنان والأردن وتركيا وكردستان العراق.
نبذة عن المجلس الثقافي البريطاني
المجلس الثقافي البريطاني هو المنظمة الدولية التابعة للمملكة المتحدة المعنية بالفرص التعليمية والعلاقات الثقافية. نحن نوفر الفرص الدولية للأفراد في المملكة المتحدة وغيرها من البلدان، ونعمل على بناء الثقة في ما بينها على الصعيد العالمي.
نعمل في أكثر من 100 دولة، ويعمل موظفونا البالغ عددهم 8000 موظف- من بينهم 2000 معلم- مع آلاف المهنيين وصناع القرار وملايين الشباب كل عام من خلال تعليم اللغة الإنكليزية وتبادل الفنون وتقديم التعليم والبرامج المجتمعية.
نحن جمعية خيرية بريطانية تعمل بموجب ميثاق ملكي. وتؤمّن منحة أساسية عامّة 20 في المئة من رأس مال المجلس الثقافي البريطاني، الذي بلغ العام الماضي 864 مليون جنيه استرليني. أما باقي عائداتنا فتأتي من الخدمات التي يسدد ثمنها عملاؤنا حول العالم، كصفوف اللغة الإنكليزية والامتحانات البريطانية، كما ومن عقود التعليم والتطوير ومن الشراكات مع المنظمات العامة والخاصة. وتهدف جميع أعمالنا الخيرية إلى دعم الازدهار والأمن في المملكة المتحدة والعالم.
للمزيد من المعلومات، الرجاء زيارة موقع www.britishcouncil.org أو التواصل مع المجلس الثقافي البريطاني من خلال على http://twitter.com/britishcouncilوعلىhttp://blog.britishcouncil.org/.