"الاستراحة نموذجاً"..عربات بيع القهوة مصدر رزق ونذير شؤم

"الاستراحة نموذجاً"..عربات بيع القهوة مصدر رزق ونذير شؤم

24 يوليو، 2016 - 09:07am

شبكة أجيال الإذاعية ARN_ (كتب: محمد الرجوب) لا شك أن العربات المتنقلة لبيع القهوة، تشكل مصدر رزق للكثيرين، خاصة أولئك الذين توصد في وجوههم أبواب الكسب الأخرى، كما وأن الكثير من المعتادين على شرب المنبهات يجدون ضالتهم عند هذه العربات، لاحتساء القهوة او الشاي.. في حلهم وترحالهم.

وفي الحالة الفلسطينية، كان ظهور تلك العربات نذير شؤم، انطلاقاً من التجربة التي خلفتها الانتفاضة الثانية، عندما أقدمت سلطات الاحتلال على تقطيع أوصال المحافظات الفلسطينية بآلاف الحواجز والسدات الترابية، وعندها ظهرت على المحاور الرئيسية المغلقة، عشرات العربات لبيع القهوة والكعك، خاصة وأن الناس كانوا يضطرون لاجتيازها مشياً على الأقدام بسبب تعذر ذلك بالسيارات.

ولأن "مصائب قوم عند قوم فوائد"، تشاهد في هذه الأيام عربات بيع القهوة والكعك، على جوانب طابور السيارات الطويل، الذي يبدأ بالتشكل عند انتصاف الليل، قرب مبنى استراحة آريحا، ويزداد طولاً مع حلول الفجر، ليضم آلاف الراغبين بالسفر على أمل أن يحظوا بفرصة لاجتياز "معبر الذل" بين الجموع المتزاحمة.

ورغم كون تلك العربات، مصدر رزق لأصحابها إلا أنهم قبل غيرهم، لا يتمنون لأزمة "معبر الكرامة" أن تستمر أكثر، وهم يشاهدون عذابات المسنين والأطفال، أثناء ساعات الانتظار الطويلة. وأياً كانت الأسباب الحقيقية لاختناق المسافرين على المعبر هذه الأيام، يبقى ظهور عربات القهوة شاهداً لا لبس فيه على أن هناك ازمة جدية، لم تجد طريقها إلى الحل بعد.

صحيح أن القائمين على الاستراحة يؤكدون أن فرصة السفر ممكنة، دون الانتظار لساعات أمام مبنى الاستراحة خاصة في ساعات الظهيرة، إلا أنه من حقنا السفر متى شئنا، ومن حقنا تجنب نهارات الغور الحارقة في تموز. هل يعقل أن تقف الجهات الرسمية الفلسطينية عاجزة عن الضغط على الاحتلال لفتح المعبر لـ 24 ساعة، ولو مؤقتاً في فترة الصيف والمناسبات؟!، يقول كثيرون أن وراء الأكمة ما وراءها.

ن.أ-ر.أ