صاروخ يطفئ ابتسامة "مهرج حلب"

صاروخ يطفئ ابتسامة "مهرج حلب"

03 ديسمبر، 2016 - 10:12am

الناشط أنس الباشا البالغ من العمر 24 عاما اختار أن يبقى في حلب ليسهم في إنقاذ الأطفال في المناطق التي تتعرض للقصف رغم أهوال الحرب وليعيد البسمة إلى وجوههم، بيد أن صاروخا أودى بحياة أنس الذي عرف بلقب "مهرج حلب".

الناشط المدني أنس الباشا البالغ من العمر 24 عاما إختار أن يبقى في حلب ليسهم في إنقاذ الأطفال في المناطق المقصوفة رغم أهوال الحرب وليعيد البسمة الى وجوههم، أنس الذي عرف بلقب مهرج حلب صاروخ سوري أو روسي وانطفأت ضحتكه.

أنس الذي نذر نفسه لإنقاذ الأطفال وإسعاف المدفونين منهم تحت ركام المباني المقصوفة قتل في غارة روسية وسورية، وربما أخرج المسعفون رفات أنس سالما غير منقوص من تحت الأنقاض، لكن وجهه احتفظ بلحيته المتناقضة مع هيئة وماكياج المهرج، فيما بقيت قبعة المهرج تحت الركام، وخرج وجهه هذه المرة ملونا بالدم بدلا من ألوان الفرح الذي حاول أن يزرعه في نفوس الأطفال.

لا مكان للبسمة في هذا الحزن، فالموت ختم القصة، وقُتل انس بصاروخٍ روسي فنعته منذ الثلاثاء صفحة فيسبوك الموسومة (أطفال سوريا Children of SYRIA)، " أنس الباشا آخر مهرج في حلب كان يُضحك أطفالها المحاصرين، لكنه قتل في القصف في 29.11.2016" ، حسبما نشر موقع "كورير. آت".

المهرج تزوج قبل شهرين وكان مديرا لمركز تابع للمنظمة المدنية "فضاء الأمل" واختار طوعا البقاء في الأحياء الشرقية من حلب لإسعاف وإمتاع الأطفال المصدومين بنيران وقنابل الحرب. منظمة فضاء الأمل التي أنشأها سكان حلب الشرقية تدعم 12 مدرسة و4 مراكز رعاية وتأهيل نفسي اجتماعي من خلال توفير المشورة والدعم المالي لـ 365 طفلا فقدوا أهلهم أو بعضا من أهلهم، حسب وكالة أنباء اسوشيتد برس.

المشرفة على عمل المنظمة سمر حجازي قالت وهي تنعاه إنها ستذكره دائما كصديق عشق أن يعمل لخير الطفولة وإنقاذها. أهل أنس سبق أن غادروا المدينة المرعبة قبل أن تحكم قوات الأسد الحصار عليها في الصيف المنصرم، ورفض أنس أن يغادر معهم وطلب من المنظمة أن ترسل راتبه إلى أهله المقيمين في الأرياف.

منظمة فضاء الأمل أوقفت نشاطها في حلب الشرقية بعد أن اشتدت الغارات الجوية والهجمات عليها، ما أدى إلى تشريد عشرات الآلاف من سكانها القابعين منذ شهور تحت حصار صعب، وخلال الأيام الأربعة الأخيرة أسفر القصف عن مصرع عشرات المدنيين من السكان. رحل أنس ولم يبق منه في مدينته سوى أرملته التي ما زالت في شهر عرسها الثاني، ولن تملك أن تلبس عليه ملابس الحداد، فالمدينة لا تملك ماءً ولا خبزاً ولا دثاراً.