منظمة العفو الدولية: العالم بات مظلم وغير آمن

منظمة العفو الدولية: العالم بات مظلم وغير آمن

22 فبراير، 2017 - 06:02pm

شبكة أجيال الإذاعية ARN_ قال التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية إن تنامي شيطنة الإنسانية والقتل السياسي وجرائم الحرب والاعتقالات الجماعية والمحاكمات الظالمة والخطب التحريضية عام 2016، جعل العالم مظلماً وغير آمن.

ورصد تقرير المنظمة الحقوقية الواقع في 500 صفحة وأعلن عنه منتصف الليلة الماضية، ارتكاب جرائم حرب في 23 دولة بالعالم، وقتل نشطاء لحقوق الإنسان في 22 دولة، وانتهاك 36 دولة لحقوق الإنسان بإعادتها طالبي لجوء إلى بلدانهم حيث يواجهون أخطاراً تهدد حياتهم.

ورسم التقرير صورة قاتمة لأوضاع حقوق الإنسان في 159 دولة، وتعرض لانتهاكات واسعة في عدد كبير من الدول العربية، منها سوريا ومصر والعراق واليمن والجزائر وتونس وليبيا والسودان.

وطالب مدير العفو الدولية بألمانيا ماركوس بيكو المجتمع الدولي والدول المشاركة في مفاوضات السلام السورية، بالسعي للتحقيق فيما كشفت عنه منظمته قبل أيام، من تنفيذ النظام السوري إعدامات جماعية لنحو 13 ألف سجين مدني بسجن صيدنايا العسكري منذ عام 2011.

وفيما يتعلق بمصر، قال بيكو إن أمنستي سجلت العام الماضي تردياً كبيراً في أوضاع حقوق الإنسان وتقلص حرية الرأي والتجمع والاحتجاج، إضافة لتزايد جرائم الإخفاء القسري، مشيراً لقيام السلطات المصرية مؤخراً بإغلاق مركز النديم لعلاج ضحايا التعذيب، ومنعها النشطاء الحقوقيين من السفر وتجميدها أرصدتهم، وتوقيع الرئيس والبرلمان المصريين على قوانين جديدة تكرس قمع منظمات المجتمع المدني.

واعتبر التقرير السنوي للعفو الدولية أن سياسة "نحن ضد الآخر" تنامت في العالم العام الماضي بشكل يبعث على الفزع، ورأى أن هذا "الآخر" بالنسبة للرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب هم المسلمون القادمون من دول بعينها، والإعلام والقضاة الذين لهم قرارات معارضة لسياساته.

كما وصف التقرير انتخاب ترمب وتداعياته بأنه الأكبر من بين الزلازل السياسية التي شهدها عام 2016، وقال إن توجهات ترمب مثال للسياسات المعززة للانقسام والغضب في العالم.

وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن العام الماضي شهد توجه حكام وسياسيين بشكل متزايد لتصنيف معارضيهم جماعياً أعداء، وإسكات أصواتهم بعنف واضح أو مستتر؛ واعتبرت أن تهميش مجموعة من السكان وجعلها "شماعة" لمشكلات اقتصادية أو اجتماعية تواجهها، يمهد الطريق للتمييز وجرائم الكراهية.

وذكرت أمنستي أن انتشار خطب الكراهية والتحريض ضد الآخر المخالف في الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا، والملاحقات العنيفة للمعارضين، والهجمات ضد المدنيين وجرائم الحرب بدول مختلفة؛ أظهر أن الإجرام ضد الإنسانية وصل عام 2016 لمستوى غير متصور.

كما تحدثت المنظمة عن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في دول أفريقية وآسيوية منها رواندا والسودان وجنوب السودان وبورما، وأشارت إلى قتل القوات الأمنية باثيوبيا لمئات المحتجين السلميين ضد نزع أراضيهم واعتقالها آلافاً آخرين، ولفتت لعزم دول مختلفة ترحيل 2.6 لاجئ أفغاني لبلدهم، رغم تردي الأوضاع الأمنية وانتشار العنف والقتل هناك.

وتحدث تقرير العفو الدولية عن تآكل معايير حقوق الإنسان بالاتحاد الأوروبي، وأوضح أن قوانين مكافحة الإرهاب التي سنتها عدة دول أوروبية قلصت الحريات وطبقت دون رقابة قانونية، ورأى أن خطط الاتحاد الأوروبي للتعاون مع ليبيا في مجال الهجرة يغض الطرف عما يجري في هذا البلد من جرائم قتل وتعذيب وملاحقة واعتقالات غير قانونية للاجئين الأفارقة.

وامتدح تقرير أمنستي مساعي ألمانيا لاستقبال أعداد كبيرة من اللاجئين وتوفير مأوى لهم، لكنه انتقد في المقابل إصدارها قوانين جديدة قلصت من حقوقهم كالحد من عمليات جمع شمل اللاجئين المعترف بهم، وعدم اتخاذ السلطات إجراءات كافية لمواجهة الاعتداءات ضد اللاجئين ومراكزهم. وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن ألمانيا شهدت العام الماضي وقوع 813 هجوماً على بيوت اللاجئين و1803 اعتداءات على طالبي اللجوء.

وعبرت منظمة العفو الدولية عن انزعاجها من تداعيات قانون الطوارئ الفرنسي، وأشارت إلى أنه مُدد أربع مرات ودوهم بموجبه أكثر من أربعة آلاف منزل العام الماضي دون أوامر قضائية، ووضع أكثر من 400 شخص قيد الإقامة الجبرية.

ن.أ-ر.أ