أطباء وخبراء عيون : الكشف والعلاج المبكر يقيان من العمى بنسبة 90 %

02 نوفمبر، 2011 - 12:11am

شبكة أجيال الإذاعية - عقدت الجمعية المصرية لأمراض الجلوكوما اليوم مؤتمراً صحفياً على هامش مؤتمرها السنوي الحادي عشر تحت شعار "لأن بصرك أغلي ما تملك".

وناقش المشاركون كيفية التعامل مع التحديات التي تواجه تشخيص وعلاج الجلوكوما، السبب الأول للعمى الدائم على مستوى العالم.
الجلوكوما (المياه الزرقاء) والتي يطلق عليها اسم "حرامي النظر" لعدم شعور المريض بأي ألم أو أعراض في أغلب الأحيان، مرض يصيب العصب البصري نتيجة ارتفاع ضغط العين الناتج عن تراكم السائل المائي بداخلها، مما يؤدي إلي تلف أنسجة العصب البصري المسئول عن نقل المعلومات البصرية من وإلى المخ، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان البصر تدريجياً وصولاً إلى العمى.
ومن العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة، ارتفاع الضغط داخل العين، والتقدم بالعمر فوق الستين عاماً، والتاريخ العائلي، بالإضافة إلى مجموعة من الأمراض الأخرى مثل السكر ونقص إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
وأشار تقرير منظمة الصحة العالمية عن الجلوكوما أن هناك قرابة سبعين مليون مصاب بالجلوكوما على مستوى العالم، كما تشير التوقعات أنه بحلول عام 2020، ستصل حالات العمى الناتجة عن الجلوكوما إلى ما يقرب من 11 مليون حالة.
وطبقاً لما ورد عن الجمعية المصرية لأمراض الجلوكوما، تبلغ نسبة الإصابة بالجلوكوما في مصر حوالي 0.5%-1% من إجمالي عدد السكان.
وصرح الدكتورمصطفى نصار، رئيس قسم طب وجراحة العيون بكلية الطب جامعة المنوفية، وسكرتير عام الجمعية المصرية لأمراض الجلوكوما، بأن الفحص الدوري للعين يعد عاملاً أساسياً لاكتشاف الجلوكوما مبكراً، فيساعد ذلك على نجاح العلاج والوقاية من العمى.
وأضاف قائلاً "إن أكثر أنواع الجلوكوما شيوعاً هي جلوكوما الزاوية المفتوحة، فليس لها أعراض أو علامات تحذيرية، إذ يتطور المرض ببطء وقد لا يسبب ضعفاً ملحوظاً في الرؤية على مدار أعوام، وعادة ما يكتشف المريض إصابته في مراحل متقدمة، فلا يمكن حينئذٍ إصلاح الأضرار التي قد نتجت عن الإصابة".
وأضاف نصار "إن الكشف المبكر وبدء العلاج فور اكتشاف الإصابة بالجلوكوما من شأنهما منع تقدم المرض، وقد يساعد ذلك على الوقاية من العمى الناتج عن الجلوكوما في 90% من الحالات"، ونوه قائلاً: "من العلاجات شديدة الفاعلية والأمان في علاج الجلوكوما المزمنة محلول (دورزولاميد هيدروكلوريد/تيمولول ماليات) الذي يعمل على خفض معدل إفراز السائل المائي بهدف ضبط ضغط العين، وتحسين الدورة الدموية لعصب الإبصار، مما يساعد على الوقاية من فقدان البصر."
وقد أشار د. مصطفى إلى أهم المعوقات التي تحول دون علاج الجلوكوما في الدول النامية مثل نقص الوعي، وسوء الفهم، وتأخر التشخيص، وعدم الحصول على الخدمات الصحية المناسبة، والاعتماد على الأدوية المقلدة، وعدم الالتزام بالعلاج.
وفي نفس السياق، أكد د. مصطفى على ضرورة تضافر الجهود بهدف التصدي للجلوكوما، والتنسيق بين الجهود الحكومية والمدنية لإطلاق حملات توعية عن المرض، مع التركيز على أهمية الكشف المبكر وتشجيع المواطنين على إجراء فحص شامل للعين مرة كل عام على الأقل بعد بلوغ سن الأربعين، كما دعا د. مصطفى إلى تحسين البنية التحتية ودعم مراكز العناية بالعيون، خاصة في المناطق الريفية، بالإضافة إلى توفير أفضل سبل العلاج لمرضى الجلوكوما، وإطلاق برنامجاً قومياً لمكافحة العمى.