إسرائيل: لن يحدث تدخل أجنبي بسورية

12 نوفمبر، 2011 - 12:11am

شبكة أجيال الإذاعية- قالت دراسة إستراتيجية إسرائيلية أعدها ثلاثة من كبار الباحثين في مركز أبحاث الأمن القومي في مدينة تل أبيب إنه في السنوات القريبة، عندما ستُواجه الدولة العبرية حالات حرجة لاتخاذ قرارات في أمور تتعلق بسياستها الخارجية أو بمصالحها الاستراتيجية، فإنها ستجد نفسها أمام واقع جديد ومعقد ومركب بصورة لم تتعود عليها في العقود الأخيرة، وذلك نتيجة لعوامل ثلاثة وقعت في المنطقة: الثورات العربية، المعروفة باسم الربيع العربي، الانهيار الكامل لعملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وأفول دور الولايات المتحدة وتأثيرها في الشرق الأوسط، ذلك أن الأحداث المذكورة، كل على حدة، أو مجتمعة، ستؤدي لإنتاج نزاعات جديدة ومعقدة، ومن ناحية أخرى ستؤثر سلبًا على حل النزاعات القائمة، لا بل بالعكس فإن هذه التطورات ستؤجج الصراعات، وتُحولها إلى صراعات طويلة وصعبة الحل، على حد تعبير الدراسة الإسرائيلية.
وفي تطرقها للثورات التي نجحت إلى حد ما في دول عربية، أكدت الدراسة، على أنه من المحتمل جدا وبسبب ضعف الأنظمة أن يُفتح الباب على مصراعيه أمام قوى لم تُساهم ولم تُشارك في الثورات لاستغلال الوضع والوصول إلى سدة الحكم، وخلق أجندة جديدة، وهذه الأجندة، بحسب معدي الدراسة، هي إسلامية، أي أن القوى الإسلامية هي التي ستتمكن من السيطرة على مقاليد الحكم في الدول العربية التي مرت في عملية الاحتجاجات، وعلى كل الأحوال، أضافت، فإن الشرق الأوسط آت على فترة طويلة من عدم الاستقرار، مشيرة إلى أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية قد تدفع صناع القرار إلى اتخاذ قرارات تتماشى مع إرادة الجماهير، وصرف أنظارها عن الأوضاع الصعبة، وتحويل الغضب العارم للجماهير إلى الأعداء، وفي مقدمتهم إسرائيل، ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية، كدولة عظمى، تسير من الموقف الضعيف إلى الأضعف ومشغولة جدًا في حل مشاكلها الداخلية، ما يعني، وفق الدراسة، أنه لا توجد اليوم دولة في العالم قادرة على لعب دور الشرطي في المنطقة، وبالتالي لا توجد قوة عالمية قادرة على تثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة، وبالتالي فإن الدول العربية ستجد نفسها مضطرة إلى معالجة الأزمات وحدها، ومن الصعب التنبؤ إلى أين سيؤول هذا الوضع الخطر.
وقالت الدراسة أيضًا أن تعامل الغرب مع العالم العربي على مدى سنوات طويلة بازدراء واحتقار زاد من مشاعر الاحتقان لدى الشعوب العربية، وهذا العامل كان مركزيًا في اندلاع الثورات في العالم العربي.
علاوة على ذلك، اضافت الدراسة، ان قدرة التدخل العسكري الخارجي في تحديد مصير النظام الحاكم باتت محدودة، صحيح، قالت الدراسة، ان نظام العقيد القذافي سقط بعد التدخل لحلف شمال الاطلسي، ولكن الطريق الى الاستقرار في ليبيا ما زالت بعيدة، كما اكدت الدراسة على ان الفرضية القائلة ان التدخل الاجنبي من شأنه ان يحل الازمة في سورية لا تستند الى الواقع، ذلك انه من الناحية العملية، فانه من المستحيل ترتيب ائتلاف دولي من اجل عملية عسكرية لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد. وتطرقت الدراسة الى الوضع الذي وصلت اليه العلاقات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مؤكدة على ان العملية السلمية بين الطرفين انهارت كليًا ووصلت الى طريق مسدود، وبات الطرفان في منافسة شديدة بحيث ان سياسة كل طرف تعمل علىمنع الطرف الثاني من احراز انجازات سياسية او غيرها، حتى ولو ادت هذه السياسة الىالمس بمصالحهما، وبسبب ذلك وصلت العلاقات بينهما الى طريق مسدود، فالسلطة لن تتقدم نحو الحصول على اعتراف اممي بدولة فلسطين في حدود ما قبل عدوان حزيران (يونيو) منالعام 1967، وبالمقابل اسرائيل لن تتقدم خطوة واحدة في تحقيق مطلبها بان يعترف بهاالعالم بانها دولة يهودية، وشددت الدراسة على انه طالما استمر الوضع الحالي فانالضغوط الدولية لاعادة الطرفين الى مائدة المفاوضات لن تنجح، ولن تؤدي الى توصلهما لاتفاق سلام بينهما، كما شددت على ان تدويل القضية الفلسطينية والتوجه للامم المتحدة هو نتيجة مباشرة للضعف الامريكي وعدم قدرة الولايات المتحدة على الزام الاسرائيليين والفلسطينيين باجراء مفاوضات بينهما.
بناءً على الطريق المسدود ومعا لاخذ بعين الاعتبار تجارب الماضي والربيع العربي، اوضحت الدراسة، تؤكد بصورة قاطعة بان الصدامات بين المتظاهرين السلميين الفلسطينيين وبين قوى الامن الاسرائيلية اصبحت قصيرة جدا، كما ان القطيعة التامة بينهما وافول التاثير الامريكي سيؤديان لامحال الى صعوبة تهدئة الامور في حال اندلاعها، على حد تعبير الدراسة. بالاضافة الىذلك، اشارت الدراسة الى ان التصريحات الاسرائيلية بأن الدولة العبرية بدات تبحث عن حلفاء جدد، على ضوء ضعف الامريكيين، اججت الخلافات العميقة القائمة بين تل ابيبوواشنطن، مشددةً على ان هذه الخلافات ستتأجج اكثر في حال انتخاب اوباما لفترة ولاية ثانية.
ورأى معدو الدراسة انه اذا كان الشرق الاوسط بقيادة مصرية، بصفتها دولة قوية مثل ايران وتركيا، سيكون احسن بكثير من وضع تكون فيه المنطقة تقاد من قبلايران او تركيا او الاثنتين معًا، ولاحظت الدراسة ايضًا التحول الجاري في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، اذ ان الرياض تصرفت بحزم ضد القوى التي تعمل وفق المصالح الايرانية، كما فعلت في البحرين، وانها ستواصل العمل بكل قوتها من اجل صد التأثير الايراني في الدول العربية المختلفة.
وحذرت الدراسة من ان تتحول اسرائيل الى بؤرة مركزية امام الشعوب العربية للتعبير عن الضائقة والاستياء منالوضع الداخلي، وسيطفو هذا السيناريو بقوة في حال اندلاع مواجهة عسكرية بين الدولة العبرية والفلسطينيين في قطاع غزة، وبالتالي فان هذا الامر سيزيد من حدة التحديات الامنية امام اسرائيل على جبهات اخرى، وهذه الامور ستحدث على وقع ازدياد العزلة الدولية لاسرائيل على خلفية اتهام العالم لها بانها دولة رافضة للسلام، على حد قول الدراسة.

المصدر: وكالات
خ. ز- ر.أ