دراسة تثبت قدرة الواقع الافتراضي على علاج الرُّهاب الاجتماعي

دراسة تثبت قدرة الواقع الافتراضي على علاج الرُّهاب الاجتماعي

26 ديسمبر، 2017 - 03:12pm

شبكة أجيال الإذاعية ARN_ توصَّلت دراسة أجْراها الباحث الفلسطيني جبارة تلاحمة إِلى أَنَّ العلاج بالواقع الافْتراضي له تأْثيرٌ قويٌّ على المُصابينَ باضطِّراب الرُّهاب الاجْتماعي، وقد نجحَ هذا العلاج في شفاء المُصابين بشكل كبير.

وفي هذه الدِّراسة، سلَّطَ الباحثُ الضوءَ على طريقةٍ جديدةٍ للتَّعريضِ، تُستخدمُ من خلال تكنولوجيا ثلاثيةِ الأَبعادِ، وهيَ التَّعريضُ من خلالِ الواقعِ الافْتراضيِّ (Virtual Reality VR)، الذي يسْمحُ بإعادة انْتاج الواقع الافْتراضي ولكن بشكْلٍ آمن.
ويرى الباحثُ أَنَّ الواقع الافتراضي يخلقُ بيئةً بيانيَّة "جرافيك" من خلالها يشعرُ المريضُ أَنَّهُ موجودٌ جسميَّاً في الواقع الحيّْ ويتفاعل معه، حيثُ تقومُ هذه التِّكنولوجيا على فكرةِ خلقِ بيئةِ مُماثلةٍ ومُناظرةٍ للمواقفِ التي تحدثُ في البيئةِ الواقعيَّةِ، وتُمثِّلُ بيئةً آمنةً للمريضِ يستطيعُ فيها إِعادة مُعايشة الموقف المُخيفِ عدَّة مرَّات.

ويرى خُبراء في مجال الطِّبِّ النَّفسي أَنَّ هذه التقنيَّة تُساعدُ في علاجِ نوبات الرُّهاب بشكلٍ رئيسي، وليس على المريضِ سوى السَّيطرة على أَعصابه في بداية العلاج لدخولِ العالم الافتراضي في رحلةٍ تستغرق مُدَّةً زمنيَّةً بسيطة، كما تختصرُ هذه التقنيَّةُ على الطَّبيبِ أَخذ المريضِ خارج العيادة وتعريضه للمواقفِ التي يخافُ منها وجهاً لوجه، وتزيدُ من ثقةِ المريضِ بنفسه، وتُساعدُ المُصابينَ بالرُّهاب الاجتماعي على الحديثِ أَمام العامَّة، لأَنَّ نظَّارات الواقع الافتراضي تُشعرهم بالأَمان والحمايةِ، وبالتالي تُدرِّبهم على التَّحكُّم بمخاوفهم وبردودِ أَفعالهم.

ويُشيرُ خبراء في الطِّبِّ النَّفْسيِّ إِلى أَنَّ الرُّهاب الاجتماعي من أَكثر أَنواع الاضطِّرابات المرضيَّة انتشاراً في العالم بعد الاكتِئاب وإِدمان الكُحوليَّات. كما يحتلُّ الرُّهاب موقعاً هامَّاً في التَّصنيف الدولي العاشر للاضطِّرابات النَّفسية (International Classification of Diseases, Tenth Edition. ICD-10) الصَّادر عن مُنظَّمة الصِّحَّة العالميَّة (World Health Organization WHO, 1992). كما يُصنَّف ضمن اضطِّرابات القلق التي وردت في الدَّليل التَّشخيصي والإِحصائي الخامس (Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders DSM-V) الصَّادر عن الجمعيَّة الأَمريكيَّة للطِّبِّ النَّفْسي (APA, 2013).

كما أَنَّ الإِصابةَ بالرُّهاب الاجتماعي تُؤدِّي في كثيرٍ من الأَحيانِ إِلى الحَيلولةِ دونَ مُزاولة المُصاب لحياته بشكلٍ طبيعي، حيثُ يتجنَّبُ المُصابُ بهذا الاضطِّراب التَّفاعلَ الاجتماعيَّ مع الآخرين، ويبتعدُ عن المُشاركةِ في الحياةِ والتَّفاعلِ معها، ممَّا يُؤدِّي به في النِّهاية إِلى العُزْلةِ الاجتماعيَّةِ، فيتأَثَّرُ تحصيلُه العلمي، ويُواجهُ صُعوباتٍ في الزَّواجِ، قدْ تُؤدِّي به في النِّهايةِ إِلى الإِصابةِ بالاكْتئابِ وأَمراضِ القلْبِ.

معد الدراسة

ر.ق-ر.أ