بلوغ الحرارة لـ 70 مئوية قد يصبح أمراً اعتيادياً !

بلوغ الحرارة لـ 70 مئوية قد يصبح أمراً اعتيادياً !

13 أغسطس، 2018 - 09:08pm

شبكة أجيال الإذاعية ARN_ (المصدر: راديو سوا) ضربت موجة حرارة قاسية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هذا العام، وقد تكون هذه البداية فقط.

فبحسب بحسب تقرير لموقع شبكة NBC، فإنه على الرغم من التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة حالياً، فإننا قد لا نستطيع تحملها مستقبلاً خاصة في مناطق شمال أفريقيا والخليج.

ويقول ممثل هيئة الأرصاد الجوية المصرية أشرف زكي، إن آخر ثلاث سنوات كانت الأكثر سخونة في مصر منذ بدء عملية تسجيل الحرارة، مضيفاً: "كل الظواهر المناخية المتطرفة قد زادت بالفعل، إذ ارتفع عدد الموجات الحارة، وازدادت مستويات الرطوبة، وكل هذا يعود لتأثير تغير المناخ".

وحذر زكي من أنه في حال استمرار الاحتباس الحراري بالوتيرة ذاتها ولم تتخذ إجراءات تصحيحية مثل تلك المنصوص عليها في اتفاقية باريس للمناخ، فإن هذا قد يزيد من حدة الكوارث حول العالم.

وفي دلتا النيل الخصبة، أدى ارتفاع منسوب مياه البحر والجوفية إلى تقلص مساحة الأراضي الزراعية بنسبة 4%، كان أغلبها في مناطق تبعد عن ساحل البحر المتوسط (الذي أصبح مالحاً بالفعل) بـ6.25 ميل إلى 12.5 ميل.

ويشير، مدير مركز الإسكندرية للتأقلم مع التغيرات المناخية محمد عبدربه، إلى أن "هناك مشكلة أخرى غير ارتفاع منسوب مياه البحر التي يتحدث حولها أغلب الناس، إنها مشكلة تسرب المياه المالحة".

ولمكافحة ظاهرة تسرب مياه البحر المالحة إلى الأراضي الزراعية، قام الفلاحون ببناء تربة إضافية لرفع مستوى أراضيهم بالإضافة إلى زراعة محاصيل مقاومة للأملاح مثل الأرز، محذراً من أن ملوحة التربة قد تؤدي إلى خسائر تصل قيمتها لملايين الدولارات.

وبحسب الإحصاءات فإن الإسكندرية، ثاني أكبر المدن في مصر، قد تغمر المياه ربع مساحة أراضيها الساحلية إذا ارتفعت مستويات سطح البحر.

الإمارات تقاوم

أما في دول الخليج العربي، فإن مشكلة درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية تعد أخطر من مشكلة ارتفاع مستويات سطح البحر.

وحسب تقرير لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فإن درجات الحرارة المستقبلية بمنطقة جنوب غرب آسيا ستتجاوز الحد الذي يسمح بنجاة البشر، في حال فشلت الدول في السيطرة على الانبعاثات.

وتعد الإمارات الدولة الخليجية الوحيدة التي أنشأت وزارة مخصصة لعلاج المشاكل المناخية، فيما أطلقت الدولة خطة استباقية للانتقال إلى اقتصاد صديق للبيئة وخفض الانبعاثات والحد من المخاطر وزيادة القدرة على التأقلم بحلول 2050.

وبحلول هذا العام، ستكون الإمارات قد ضاعفت نسبة مساهمة الطاقة النظيفة، وقلصت الانبعاثات الكربونية بنحو 70% ووفرت نحو 700 مليار دولار، وفقاً لتقرير شبكة NBC.

ويهدد ارتفاع مستويات مياه البحر نحو 90% من البنية التحتية لسواحل الإمارات، إلا أن الخطر المحدق هو السخونة وارتفاع درجات الحرارة.

ويستطيع سكان الإمارات أينما كانوا الوصول لمصدر طاقة دائم لتشغيل مكيفات الهواء، ويفرض قانون "البناء الأخضر" نظام تبريد المناطق بدلاً من التبريد الفردي، ما أدى إلى خفض الطلب على الطاقة بمقدار النصف.

يقول خبير السياسة العالمية في الطاقة والمناخ بكلية الدراسات الأفريقية والشرقية بلندن هارالد هوبام، "أعتقد أنه بحلول منتصف هذا القرن، ستكون درجات الحرارة ما بين 60 إلى 70 درجة مئوية في العديد من الدول كالخليج، أمراً اعتيادياً".

وتأمل دول عربية الاعتماد على مصادر طاقة متجددة، إذ يطور المغرب حالياً أكبر مزرعة رياح في أفريقيا بينما تبني مصر أكبر محطة طاقة شمسية في العالم.

ن.أ-ر.أ