تقرير: نشاط استيطاني متسارع في القدس والأغوار

تقرير: نشاط استيطاني متسارع في القدس والأغوار

22 سبتمبر، 2018 - 10:09am

شبكة أجيال الإذاعية ARN_ أفاد تقرير الإستيطان الأسبوعي الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان أن نشاطات الاحتلال الاستيطانية تغطي كافة المحافظات في الضفة، وبوتيرة متسارعة في ظل قبول وتشجيع أمريكي، حيث تواصل حكومة بنيامين نتنياهو انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي والتي ترقى الى جرائم حرب، من خلال عمليات الهدم والتهجير وشرعنة الاستيطان والبؤر الاستيطانية ومصادرة أراضي الفلسطينيين دون توقف.

آخر هذه النشاطات في محافظة الخليل بعد إعلان "اللجنة الفرعية للاستيطان" التابعة لما تسمى "الإدارة المدنية" عن مخطط يحمل الرقم (3/515)، ويستهدف توسيع مستوطنة "تينا" ببناء 135 وحدة جديدة على 260 دونماً من أراضي المواطنين المصادرة في بلدة الظاهرية في الحوض الطبيعي رقم (3) ضمن أراضي خربة زنوتا، جنوب الخليل. ويهدف المخطط إلى تغيير طبيعة استخدام الأراضي من أراض زراعية إلى مناطق للمباني الاستيطانية، وإقامة مبان ومناطق مفتوحة وشوارع ومواقف للمركبات.

والى جانب ذلك، أقرت حكومة الاحتلال بناء 300 وحدة استيطانية شمال شرقي رام الله، إضافة إلى 310 وحدات أخرى في القدس، حيث بدأت سلطات الاحتلال تجريف أراضٍ فلسطينية قرب مستوطنة "بيت إيل" شمال شرقي رام الله، تمهيداً لبناء 300 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنة، كان رئيس حكومة الاحتلال قد قرر بناؤها مؤخراً.

فيما تناقش ما تسمى "لجنة التخطيط والبناء في منطقة القدس" مخططين استيطانيين في الأحياء الشرقية من القدس، أحدهما تهويدي يستهدف زقاقاً بحي الشيخ جراح شمالي البلدة القديمة، لأول مرة منذ احتلال القدس عام 1967. ويتضمن المخططان بناء 15 وحدة استيطانية في حي الشيخ جراح وسط القدس، و75 وحدة استيطانية في بيت حنينا شمالي المدينة، و220 في مستوطنة "نوف زيون" جنوبي المدينة.

يشار إلى أن معظم المنازل المهددة بالمصادرة في حي الشيخ جراح أملاك وقفية وضع الاحتلال يده عليها، وصادرها لمصلحة ما يعرف بـ"حارس أملاك الغائبين"، ثم نقل ملكيتها لما يعرف بـ"القيّم العام" الذي نقل ملكيتها إلى عائلات يهودية.

وفي الاغوار الشمالية صادقت سلطات الاحتلال على توصية مجلس المستوطنات بالاعتراف ببؤرة "جفعات سلعيت" والتي أنشئت في العام 2001، كمستوطنة رسمية بعد أن كانت على مدار أكثر من 17 عاماً "بؤرة غير قانونية" في الأغوار الشمالية، ما يعني مصادرة نحو ألفي دونم من أراضي المواطنين، ومن المتوقع أن تصل حدود المستوطنة الجديدة إلى خربة الفارسية لتبعد عن آخر بيت فيها نحو عشرة أمتار.

والبؤرة الاستيطانية الجديدة هي الأولى من بين اثنتين أقيمت الثانية في أيلول 2016 في البداية على قسيمة أرض بملكية فلسطينية خاصّة تبعد بضع مئات من الأمتار عن بؤرة "جفعات سلعيت" التي أقيمت العام 2001 وبؤرة "محولا" التي أقيمت العام 1968.

وفي كانون الثاني 2017 بعد مضي بضعة أشهر نقل المستوطنون أبنية البؤرة إلى رأس تلّة مجاورة للقسيمة مسجّلة في الطابو وتستولي إسرائيل على الأراضي المصنفة كـ"أراضي دولة" والمعدة بوصفها كذلك لخدمة السكّان المحلّيين لتكرّسها لاحتياجاتها حصراً، وإن نقل البؤرة إلى قسيمة مصنّفة ضمن أرضي الدولة هو علامة على أنّ هذه الخطوة جرت بشكل منسق، وتمتد البؤرة على مساحة واسعة من الأراضي، وأقيمت عليها بركسات للسكن وبضع خيام وحظيرة للأغنام والأبقار وصهريج ماء كبير.

وفي الاغوار كذلك شرعت سلطات الاحتلال، بتحويل معسكر للجيش"روش هبكعا" المقام على أراضي بملكية خاصة إلى بؤرة استيطانية لاستيعاب 30 عائلة يهودية. فيما تواصل الجمعيات الاستيطانية شق طريق يربط بؤر استيطانية بالشارع الرئيس للأغوار.

فيما استولى عدد من مستوطني مستوطنة "افرات" بعد عدة أشهر من اخلائهم بقرار من المحكمة العليا الاسرائيلية ، على "خلة النحلة" وهي تلة جبلية تقابل قرية ارطاس جنوب بيت لحم، وتبلغ مساحتها نحو 400 دونم، وأقاموا بؤرة استيطانية تضم عدداً من المنازل المتنقلة، ورفعوا العلم الاسرائيلي عليها، ومدوا خطوطا للكهرباء، وقد عاد المستوطنون الى الموقع المخلى مجدداً واستولوا عليه بعد تشجيعهم من قبل وزير الزراعة الاسرائيلي يوري ارئيل الذي زار الموقع، واطلق عليه اسم "جيفعات عينام" مدعيا أنه "موقع مقدس لليهود يجب الاستيطان فيه".

وكان الوزير كتب على صفحته الشخصية بـ "تويتر" أنهم سوف يسيطرون على تلة "جفعات عينام" (خلة النحلة – جنوب بيت لحم ) لتوسعة "مستوطنة افرات "انتقاماً لمقتل مستوطن أمريكي االجنسية "اري فولد" بعملية الطعن وبالفعل كان المستوطنون على اهبة الاستعداد لذلك، حيث يهدف المستوطنون من اقامة البؤرة الاستيطانية ربطها بمستوطنة "افرات" التي تتمدد بشكل طولي ومتسارع من أقصى جنوب بيت لحم، على أراضي الخضر لتصل إلى أقصى أراضي الشرق ومن ثم تتحول باتجاه مستوطنة "هار حوما" التي أصبحت أحد أحياء القدس، وهو جزء من مخطط القدس الكبرى الذي تنفذه اسرائيل على نار هادئة.

وفي القدس تعتزم بلدية الاحتلال ووزارة المواصلات إيداع مخطط لدى "لجنة البنى التحتية الوطنية" الإسرائيلية لإقامة "تلفريك" للمصادقة النهائية عليه، وتدفع هذه الجهات بتشجيع من المستوطنين المخطط منذ عدة سنوات، من خلال ما يسمى "سلطة تطوير القدس".

بحسب المخطط، فإن "التلفريك" الذي تتجاوز تكلفته 40 مليون يورو، سينطلق من الحي الألماني ويمر عبر حي الطور/ جبل الزيتون ومستوطنات في القدس، ويصل إلى البؤرة الاستيطانية الكبيرة "مركز الزائرين" الذي أقامته جمعية "إلعاد" الاستيطانية في حي وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، ومن هناك يواصل طريقه إلى محطته الأخيرة في ساحة البراق. ويزعم القائمون على هذا المخطط أنه "خط مواصلات عامة" سيحل أزمة المواصلات والوصول إلى البلدة القديمة في القدس، وهو ما فندته جهات اسرائيلية ، مؤكدة أنه لن يحل أزمة السير وسيلحق أضراراً بمشهد البلدة القديمة.

وفي القدس، أبرمت بلدية الاحتلال اتفاقاً مع "سلطة دائرة أراضي إسرائيل" يتم بموجبه بناء 20 ألف وحدة استيطانية جديدة، وتوسيع المستوطنات القائمة إلى جانب إقامة مناطق صناعية لتوفير فرص العمل، وكذلك مناطق سياحية وفنادق ضمن مخطط "القدس الكبرى" ويمتد الزحف الاستيطاني من مداخل القدس في شارع "بيغين" حتى منطقة "جفعات رام" والمجمعات الاستيطانية "بسغات زئيف"، و"هار خوتسبيم"، و"كربات يوفيل"، والمالحة والمنطقة الصناعية في "عطروت"، والتلة الفرنسية.

وبموجب الاتفاق تستثمر "سلطة دائرة أراضي إسرائيل"، 600 مليون شيكل، بينما 800 مليون أخرى سيتم جمعها من الإيرادات المتوقعة من الرسوم والجبايات لتسويق الوحدات السكنية، كما تم الاتفاق بين الجانبين على استثمار 1.4 مليار شيكل في البنية التحتية والأماكن العامة في أحياء المدينة المحتلة. ويعتبر هذا الإعلان الاستيطاني من جهة أخرى إعلان حرب على وجود مدينة القدس ومعالمها العربية والإسلامية، ومحاولة لطمس تلك المعالم الشريفة التي تميزها عبر إغراقها ببحر من الاستيطان.

وفي السياق كشف مرشح بلدية الاحتلال في مدينة القدس رئيس كتلة "موحدون" مدير صندوق أرض إسرائيل، أرييه كينغ، عن خطة أقرتها بلدية الاحتلال في القدس لبناء 220 وحدة استيطانية على أراضي قرية جبل المكبر جنوب شرق مدينة القدس، والتي يقطنها مواطنون فلسطينيون، وستبنى الوحدات بمبادرة من رجال أعمال في إسرائيل والخارج، وسيقطنها يهود وستكون بمثابة امتداد لمستوطنة "نوف تسيون" المجاورة للمنطقة، وقد وصلت خطة البناء مراحل متقدمة، والآن بعد موافقة بلدية الاحتلال عليها ستودع الخطة لدى اللجنة المختصة بالاعتراضات وبعد وفي حال مرت دون اعتراض فمن المتوقع ان يبدأ البناء خلال الأشهر القليلة القادمة.

وحسب موازنة السنة الأخيرة (2017 -2018)، استثمرت إسرائيل في القدس الشرقية نحو 4.5 مليار شيقل 87 في المائة منها، أي نحو 3.9 مليار للأحياء اليهودية الاستيطانية و13 في المائة فقط للأحياء الفلسطينية، مع أن عدد السكان العرب واليهود يتساوى تقريباً في القدس الشرقية المحتلة.

ن.أ-ر.أ