فريق طبي فلسطيني يجري جراحة قلب لجنين في رحم أمه

فريق طبي فلسطيني يجري جراحة قلب لجنين في رحم أمه

22 فبراير، 2020 - 12:02pm

أجرى فريق طبي فلسطيني بمستشفى المقاصد الخيرية عملية قلب لجنين، وهو في رحم أمه، في الأسبوع الثلاثين من الحمل، كان يعاني من ضمور في البطين الأيسر من القلب، في انجاز طبي هو الأول من نوعه في مشافي فلسطين والمنطقة العربية.

وأظهر الكشف الطبي بعد أسبوعين على إجراء العملية، بأن الجزء الأيسر من قلب الجنين بات في حالة أفضل، وبدأ الدم يتدفق من الصمام الأبهر بعد إعادة فتحه بواسطة بالون تم إدخاله إلى القلب، فيما يشبه عملية قسطرة الشرايين لدى الكبار ولكن باجراءات أكثر تعقيداً وخطورة، وهو الأمر الذي سيمنح الجنين فرصة أكبر للحياة بعد الولادة.

وشارك في العملية أطباء المركز الفلسطيني لجراحة قلب الأطفال في المقاصد، وأطباء قسم النسائية والتوليد ممثلا بوحدة طب الأم والجنين في المستشفى، ولجأ الفريق الطبي إلى هذا الخيار بعد أن اكتشف عيب خَلقي في قلب الجنين في الأسبوع 24 من الحمل.

وبعد تشخيص الحالة في المقاصد اكتشف الأطباء وجود تضيق حاد في الصمام الأبهر الرئيسي في القلب، مع تضخم وضعف في البطين الأيسر، وكان حتماً سيتطور إلى ضمور في القلب بعد الولادة.

وشارك في تشخيص الحالة واتخاذ القرار واجراء العملية استشاريي طب الأم والجنين الأطباء نبيل ثوابتة وفراس عبد الجواد ومازن محيسن وأخصائيي قلب الأطفال محمد أبو طاقة ونائل اللحام، بالإضافة إلى رئيس المركز الفلسطيني لجراحة قلب الأطفال في المقاصد نزار حجه وفريقه الجراحي، بينما كان قسم الولادة متأهباً لاحتمالية حصول مضاعفات مع الجنين أثناء العملية.

وقام الطبيب ثوابتة بتخدير الجنين من خلال حقنة بالحبل السري، بهدف وقف حركة عضلاته، أثناء التداخل العلاجي، وقال: "إن هذا الإجراء يتطلب خبرة كبيرة لأن التداخل الطبي سيجري في مناطق حساسة جداً بالنسبة للأم والجنين".

وحدد عبد الجواد مسار (اختراق الرحم والقفص الصدري للجنين وصولا إلى الجهة اليسرى من قلبه) وظلّ يراقب علاماته الحيوية المختلفة طوال فترة العملية، وأوضح أن طب الجنين في مستشفى المقاصد يواكب التطورات العالمية المتسارعة في هذا الحقل الطبي.

وقال الطبيب محمد أبو طاقة إن طول القلب لدى الجنين لحظة العملية كان 3.5 سم، وأن قطر الصمام المتضيق كان 4 ملم، ما استدعى استخدام بالون خاص، لفتحه ومن ثم سحب الإبرة والسلك المستخدمين في ايصال ونفخ البالون داخل الصمام.

واعتبر أبو طاقة أن هذه العملية تمثل بارقة أمل للتدخل في حالات مماثلة وعلاج عيوب خلقية في القلب لدى أجنة قبل ولادتهم لمنحهم فرصة أفضل في الحياة الطبيعية بعد الولادة.

ن.أ-ر.أ