نادي أتالانتا... قصة المرأة الأسطورية والشعار المتفرد

نادي أتالانتا... قصة المرأة الأسطورية والشعار المتفرد

22 فبراير، 2020 - 03:02pm

النادي الإيطالي الذي أبهر أوروبا هذا الموسم، حين وصل إلى دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، وهو على بعد خطوات من بلوغ ربع النهائي، يحمل في اسمه وتالياً شعاره، قصة متفردة عن بقية أندية كرة القدم.

تحمل معظم الفرق في أوروبا اسم المدينة التي تأسست فيها مثل برشلونة وميلان... أو الاسم الأول مثل باريس سان جيرمان أو الاسم الثاني مثل أياكس أمستردام أو فيردر بريمن، لكن أتالانتا يكاد يكون الوحيد في أوروبا الذي أخذ اسمه من امرأة أسطورية، وجسّد تصوّراً لها على شعاره. وهو أحد الأندية التي خرجت باسمها بعيداً عن اسم مدينتها مثل يوفنتوس وأرسنال وآخرين.

بمجرد سماع اسم أتالانتا فإن الجغرافية الرياضية تأخذنا إلى عاصمة ولاية جورجيا الأميركية "Atlanta"، التي استضافت دورة الألعاب الأولمبية عام 1996، ولكن نادي "Atalanta"، الذي تأسس عام 1907 في مدينة بيرغامو التي تقع في منطقة لومباردي بجبال الألب شمال الإيطالية أخذ اسمه من أسطورة إغريقية كانت مشهورة بالجري السريع.

ونتيجة قرب مدينة بيرغامو من سويسرا (30 كم) كان من الطبيعي رؤية الطلاب السويسريين في مدارس المدينة الإيطالية، وتحقيقاً لرغبة ثلة من هؤلاء الطلبة جاء تأسيس النادي الأزرق والأسود، تحديداً 17 تشرين الأول/ أكتوبر من العام المذكور، تحت مُسمى نادي أتالانتا للجمباز، النادي الثالث في المدينة بعد يونغ وبرغامو لكرة القدم.

أراد هؤلاء الشبان منح الإلهام لجميع المنتسبين فاتخذوا لناديهم اسم أتالانتا الفتاة اليونانية التي تحوي كتب التاريخ على قصتها المشوقة في الركض.

وجسّد النادي في شعاراته المتبدلة عبر عقود من الزمن، صورة المرأة التي يروى أنها كانت صيّادة سريعة، وأنها لعدم رغبتها في الزواج قد وضعت شرطاً على كل من يريد أن يتزوجها، وهو أن يسبقها في الركض، فمن سبقها تزوجته، ومن هزمته يُقتل.

ووفق كتب التاريخ أيضاً فإن قوة تحمل أتالانتا وسرعتها استمدتها من كونها تربت في الغابة على يد صيادين مهرة، بعد أن رماها والدها لعدم رغبته في إنجاب البنات.

لم يكن يتخيل هؤلاء الشبان أن ناديهم الذي ولد ربما لحاجتهم إلى ممارسة الرياضة بشكل جماعي ومنظم، أن يستمر إلى أكثر من قرن وأن يصبح بعد ذلك محط احترام أوروبا كلها، بعد تحقيقه المركز الثالث في الموسم الماضي، وخروجه حياً من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا (بعد اصطدامه بمانشستر سيتي وشاختار ودينامو زغرب)، ثم اكتساحه لفالنسيا ضيف سان سيرو برباعية مقابل هدف بانتظار التأهل إلى ربع النهائي من المستايا، إلا إذا حقق الخفافيش ريمونتادا تاريخية.

ومن الجدير بالذكر أن الفريق الذي لعب مبارياته الأوروبية في سان سيرو، تواجد نحو 45 ألف متفرج ليدعموه ضد فالنسيا في حين أن آخر إحصائية لعدد سكان مدينته هي نحو 120 ألف نسمة.


مع العلم أن الملعب البيتي لنادي أتالانتا يتسع لحوالي 21 ألف متفرج بعد أكثر من عملية توسيع.

يشبه أتالانتا اليوم قصة بطلته الإغريقية التي أثرت قصته بمؤوسسيه، وهو ليس بغريب على نادٍ يدربه المخضرم جيان بييرو غاسبيريني، ويضم بين صفوفه لاعبين مغمورين بالأسماء وحاسمين جداً بالأفعال؛ أمثال الكابتن غوميز، بازاليتيش، فرويلر، هاتيبور وحارس المرمى بييرلويجي جوليني.