غزة تغرق بالظلام بعد توقف محطة توليد الطاقة

14 فبراير، 2012 - 06:02pm

شبكة أجيال الإذاعيةARN_توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عن العمل اليوم الثلاثاء نتيجة نقص السولار المستخدم في عملية إنتاج التيار الكهربائي، في أحدث تداعيات أزمة الوقود التي تعصف بالقطاع منذ أكثر من شهر.

وقالت سلطة الطاقة في الحكومة المقالة بغزة إن المحطة توقفت عن العمل بشكل كامل بسبب نقص إمدادات الوقود الواردة من مصر ونفاد الوقود المخزن لديها واللازم لعمل المحطة.

ويعتمد قطاع غزة على ثلاثة مصادر في مده بالكهرباء وهي الجانب الإسرائيلي والجانب المصري ومحطة التوليد، لكنه رغم ذلك يعاني في الوضع الطبيعي نسبة عجز متزايدة.

ومنذ أشهر عدة تعتمد المحطة في توليد الطاقة على الوقود المصري المهرب عبر الأنفاق، نتيجة مشكلة في توريد الوقود الصناعي من الجانب الإسرائيلي.

وقال مدير مركز معلومات الطاقة في غزة أحمد أبو العمرين إن الكهرباء الموجودة حالياً في غزة تغطي فقط 35% من حاجة السكان، الأمر الذي سيتسبب في ظلام دامس وكارثة إنسانية حقيقية في ظل نفاد الوقود وشحه في غزة.

ونبه أبو العمرين في مؤتمر صحفي عقده اليوم إلى المخاطر الناجمة عن عجز تغطية احتياجات المستشفيات وقطاعات المياه والبنية التحتية والصرف الصحي، متوقعاً أن تؤثر الأزمة الراهنة على كل القطاعات في غزة.

كما حمل أبو العمرين المسؤولية للجانب الإسرائيلي الذي يستمر في حصار غزة، وأشار إلى أن استخدام الوقود المورد من الجانب الإسرائيلي و"الذي يخضع لمزاجات الاحتلال لن يجدي في ظل ارتفاع تكلفته بأكثر من ثلاثة أضعاف، إضافة إلى المعاناة السابقة مع توريده".

وطالب السلطات المصرية بـ"الوقوف عند مسؤولياتها تجاه ما يجري في القطاع والعمل على رفده بالوقود لإنهاء المشكلة واستئناف عمل المحطة".

وأكد الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة في تصريح له" أن النقص يعود لعدم توريد أية كميات إلى خزانات الوزارة المركزية والتي تحوي حاليا 28% من سعتها فقط, منها 10% عبارة عن كميات راسبة في أسفل الخزانات لا يمكن الاستفادة منها.



وقال: "المخزون الحالي يكفي لتشغيل مستشفيات الوزارة ومراكزها لمدة ثلاثة أيام فقط وفي حال توقفت محطة توليد الكهرباء عن العمل كليًا لن تكفي الكمية إلا ليوم واحد فقط".



وأعرب القدرة عن قلقه الشديد جراء انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفيات ونفاذ السولار مما يعني توقف المولدات الاحتياطية أيضًا الأمر الذي يشكل خطرًا بالغًا على المرضى.


وأوضح أن المرضى الذي يرتبط علاجهم بأجهزة كهربائية أصبحت حياتهم معرضة للخطر خاصة مرضى غسيل الكلى وكذلك الذين يحتاجون لعمليات جراحية مثل قسطرة القلب والقلب المفتوح.



وأشار القدرة إلى أن ذلك يعني تعطل تقديم الخدمات الصحية في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية والتي تعاني أصلا من أزمة انقطاع التيار الكهربائي والتي تمد من 8 – 10 ساعات يوميًا.



وأوضح أن تلك المولدات في المستشفى الواحد يحتاج الى 6000 لتر يوميا لتغطية العجز من إمدادات التيار الكهربائي وللحفاظ على الأقسام الحيوية من خطر التوقف في أية لحظة


من جهته، قال رئيس سلطة الطاقة في غزة المهندس كنعان عبيد إن وفداً من غزة بحث مع الجانب المصري قبل أيام الأزمة القائمة، "وتلقوا وعوداً من المسؤولين هناك باستمرار ضخ الوقود لكن الأمر لم يتم حتى الآن".

وجدد عبيد دعوته للجانب المصري لزيادة كمية الكهرباء المغذية لمحافظة رفح الفلسطينية، وهو ما سيعمل على تقليص الأزمة، مؤكدا أن الأزمة ستبقى حتى لو عملت المحطة بكامل طاقتها نتيجة النقص الأساسي والفرق بين الحاجة والموجود.

وقال إن الحل الجذري لأزمة الكهرباء هو ربط القطاع بشبكة الربط الثمانية والذي تم توفير تمويل له من بنك التنمية الإسلامي ووضعت المخططات الفنية والهندسية له، لكن الأمر كما أبلغنا بحاجة إلى توقيع الرئيس محمود عباس.

ر.ط-ر.أ