تكريم مستشفى الأوغستا فكتوريا –المُطّلع عالمياً

تكريم مستشفى الأوغستا فكتوريا –المُطّلع عالمياً

16 ديسمبر، 2020 - 10:12am

قام الاتحاد الدولي للمسشفيات (International Hospital Federation – IHF) ومقره في سويسرا منتصف الشهر الجاري بتكريم مستشفى الأوغستا فكتوريا-المُطّلع لأدائه المتميز في محاربة جائحة كورونا – كوفيد19 المستجد بمستوى تعدى نداء الواجب "Beyond the Call of Duty for COVID-19" وذلك في ظل الأوضاع التي تفرض فيها هذه الجائحة قواعد و شروط عمل جديدة في العالم، وكان المُطّلع سباقاً في استحداث وتبنّي آليات عمل تنسجم مع متطلبات الواقع الذي نعيشه حيث قام بتطوير أدوات وحلول مبتكرة ساعدت في التصدّي لهذه الجائحة وكان في مقدمتها تنمية وبناء قدرات العاملين في مختبرات المستشفى للقيام بفحوصات (Polymerase Chain Reaction – PCR).

تفعيل فوري لخطّة الطوارئ

حيث أن مستشفى الاوغستا فكتوريا-المُطّلع في القدس من اوائل المستشفيات الفلسطينية والمقدسية الحاصلة على شهادة الاعتماد الدولية JCI لتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، قام مستشفى المُطّلعبتفعيل خطة الطوارئ الخاصة به مباشرة عند ظهور أول حالات للكورونا في فلسطين إضافة إلى كونه المستشفى الوحيد بين مشافي القدس الشرقية الذي يقوم بعمل فحوصات كورونا لمرضاه و موظفيه.

و شملت الخطّة تغيير في نمط تقديم خدمات المستشفى حيث تم تقليص الخدمات العلاجيّة غير المستعجلة مع الاستمرار في تقديم الخدمات التي لا تحتمل أي تأخير خاصة لمرضى السرطان ومرضى غسيل الكلى، والتأكد من أنهم يتلقون كل ما يحتاجونه من علاجاتهم الأساسية في بيئة آمنة، وخاصة المرضى المعرضين للخطر بسبب ضعف المناعة لديهم.

كما تم نصب خيم الطوارئ على مدخل المستشفى الرئيسي وتواجد الطاقم الطبّي طيلة اليوم لضرورة إجراء الفحوصات الأوليّة عند المدخل الرئيسي لكل شخص يدخل إلى المستشفى سواء من الموظفين أو المرضى أو المرافقين.كما تم توفير جميع مستلزمات الحماية الشخصية لجميع موظفي المستشفى، ونصب أربع خيم ليتم فيها إرتداء ونزع مستلزمات الحماية الشخصية من قبل الطواقم الطبية العاملة في مركز علاج الكورونا.

استمرارية العلاجات الحيوية ( أورام السرطان وغسيل الكلى)

وقام مركز علاج الأورام في مستشفى المُطّلعبمتابعة علاج مرضى السرطان في ظل انتشار فيروس كورونا، فعمل على تأمين وإرسال العلاجات اللازمة للمرضى المتواجدين في كافة مناطق الضفة الغربية وذلك تقليل عدد زياراتهم للمستشفى.

وقام مستشفى المُطّلع بالتعاون مع مستشفيات أُخرى في الضفة الغربية لتحويل مرضاه لهذه المستشفيات وإرسال طواقمه الطبية لهم لتأمين العلاجات اللازمة وتخفيف العبء عن المستشفيات الأخرى.

التميّز في الخدمات

ومن باب حرص المستشفى على إغلاق كافة مناطق التجمّعات تم إغلاق كافة مرافق المستشفى مثل الكافتيريا وتم توفير الوجبات الغذائية والمشروبات لجميع المرضى ومرافقيهم إضافة الى موظفي المستشفى.

ولم تقتصر خطة الطوارئعلى تقديم الخدمات الطبية فقط بل تعدى ذلك إلى تقديم الخدمات الفندقية وتأمين المواصلات لما يقارب 300 مريض باعتباره حق إنساني بالحصول على أفضل خدمات الرعاية الصحية لكل مريض يتلقى العلاج في المستشفى. وبنفس الوتيرة تم توفير خدمات المبيت والمواصلات لموظفي المستشفى القادمين من مناطق موبوءة علماً ان كافة وسائل المواصلات تُراعي التباعد الاجتماعي والتعقيم المستمر.

وفي إطار رسم الخارطة الوبائية الخاصة للمصابين داخل المستشفى قامطاقموحدةمكافحةالعدوىبتحديدالحالاتالمُصابة وعزلها بشكل تام مما ساعد بشكل كبير في السيطرة على انتشار الفيروس.

3 مستويات من الخدمات لمواجهة الجائحة

وفي جهود حثيثة ومجتمعة لمواجهة فيروس كورونا داخل المستشفى، تم إنشاء وإعادة هيكلة ثلاثة أقسام خارجية في ساحة المستشفىعلى ان تكون مراحل الخدمة ضمن ثلاثة مستويات :

  • المرحلة الأولى: مركز لفحص الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس، حيث يتم استكمال علاج مرضى غسيل الكلى أو مرضى العلاج بالكيماوي في هذا المركز لحين استلام نتائجهم وبناء على النتيجة يتم نقل المصابين بالفيروس إلى مركز علاج الكورونا.
  • المرحلة الثانية: مركز العلاج الكورونا والمجهز بشكل كامل لكل ما يلزم مرضى الكورونا من 12 سرير وأجهزة تنفس وأجهزة تدفق للأوكسجين بتركيز عالٍ وجهاز مراقبة مركزية للعلامات الحيوية، وتم إنشاء غرفة عزل للمرضى ذوي المناعة المنخفضة كما تم تدريب طاقم تمريضي للتعامل مع مصابي كورونا وتوفير كافة مستلزمات الحماية الشخصيةلهم.
  • المرحلة الثالثة: تأسيس وبناء وحدة العزل والمراقبة الطبية للمرضى الذين لا يوجد لديهم أعراض المرض، وتشمل الوحدة على 6 أجنحة مُجهزة كاملة لكل ما يلزم للمبيت والسكن.

سرعة إجراء فحص الكورونا والتفرّد به بين مستشفيات القدس الشرقية

وعلى الرغم من أن المُطّلع مستشفى تخصصي لعلاج مرضى السرطان وغسيل الكلى ولا يوجد لديه قسم لاستقبال حالات الطوارئ وحالات الكورونا الخارجية، إلا أنه عمل على إنشاء قسم جديدتابع لمختبره الطبي يتم فيه فحص عينات الكورونامع الأخذ بعين الاعتبار السلامة العامة لموظفي القسم وفقاً لتعليمات منظمة الصحة العالمية.

وتم تجهيز هذا القسم بالتحديد بكل ما يلزم من أجهزة طبيّة متطورة من شأنها تشخيص فيروس كورونا وتسريع استلام نتائج الفحوصات، ومنها جهاز يتّسع لفحص حوالي 200 عينة وتسليم نتائج الفحص خلال3-4 ساعات. إضافة لجهازخاص يتسع لِ 12 عينة خلال 20 دقيقة فقط.

عوامل النجاح

وتمكن مستشفى المُطّلعمن إدارة ومواجهة جائحة الكورونا بنجاح، والاستجابة لاحتياجات مرضاه وأبناء المجتمع الفلسطيني وذلك بتوفير خدماته المتكاملة والاستمرار في توفير خدماته الطبية ذات الجودة العالية.

ومن أهم عوامل هذا النجاح هي روح الفريق بين كافة طواقمه الطبية، والانتماء والإخلاص في العمل، و دعم أصحاب القرار والإدارة التنفيذية التي صنعت من طواقمها أبطال في هذه الجائحة، ونجاح التواصل الخارجي والداخلي،وتحديد الأولويات على ان تكون مهمة العمل في المستشفى أولوية لدى كل موظف، والإلتزام في اتباع أعلى المعايير في نظامالقيم والأخلاق.

مواجهة التحديات

وقد واجه المستشفى العديد من التحديات و منها العامل السياسي وعرقلة إصدار التصاريح للمرضى مما شكل صعوبة في دخولهم لتلقي علاجهم بالإضافة إلى الموظفين الذين تم تقييد حركتهم من و إلى القدس للقيام بهامهم.

وفي ظل الإغلاق الشامل الذي فُرض في كافة المناطق تأثرت عملية ايصال الأدوية الأساسية للمستشفى مما شكل تحدياً كبيراً للاستمرار في تقديم الخدمات الطبية لمرضى المستشفى.

ومع ذلك استمر المستشفى بتقديم خدماتهالتشخيصية والسريريةلخدمة أبناء شعبه الفلسطيني ضمن أعلى المستويات بطريقة فعّالة ومستدامة.

وبذلك يكون مستشفى المُطّلعقد استحق تكريمه كمستشفى متميّز في محاربته لجائحة كورونا – كوفيد 19 المستجد مما جعله نموذجاً يُحتذى به أمام باقي المشافي على الصعيد المحلي و العالمي.