قدورة: 50 مليون دولار التكلفة المالية لحوارات المصالحة

30 مايو، 2012 - 12:05pm

بقلم رئيس نادي الأسير قدورة فارس

شبكة أجيال الإذاعية ARN_ لأنني ما زلت أعتقد أنَ من حقي كمواطن أن أُمارس مواطنتي من خلال التفاعل مع هموم وقضايا شعبي وأهلي وسأتفاعل هذه المرة عبر طرح بعض الأسئلة التي ربما لم يتوقف أمامها المواطن طويلاً لكونه مشغول بهموم "أطول"، وسؤالي الكبير هو هل نعرف نحن المواطنين كم كلفت الشعب الفلسطيني سلسلة الرحلات السندبادية للمتحاورين من كل الفصائل خلال السنوات الماضية؟؟

ولأنني لستُ بصدد إجراء تحقيق في الموضوع لأاتوجه لشركات السياحة والسفر للاطلاع على عدد وقيمة التذاكر التي أصدرتها، أو لإدارات الفنادق والمطاعم لأستفسر عن فواتير "حوار المصالحة" فأنا أعرف أنَ أحداً لن يُعطيني تلك التفاصيل، ولذلك قررتُ اللجوء لعقلي الساذج لأطرح بعض الأرقام الافتراضية المتوقعة وسأحرص على توخي الموضوعية احتراماً لعقول الناس أولاً، ولأنني ما زلتُ أؤمن بأننا سنبني يوماً نظاماً ديمقراطياً، وربما يسعى ولو من باب الفضول بعض الباحثين وبطريقة علمية لمعرفة الحقيقة للاطلاع على حجم مساهمتنا في نكباتنا وخيباتنا، وحينها لا أريد أن يقول ولو مواطن واحد أنني بالغتُ أو تقصدتُ إثارة مشاعر الإحباط حتى بعد أن أموت.

واسمح لي أخي المواطن.. أختي المواطنة، أن أفترض أنَ مجموع الزيارات على مدار السنوات الخمسة الماضية لوفود مُوسعة ومُقلصة وأفراد وقيادات مع مُرافقيهم ومُساعديهم وخدمهم وحشمهم الخمسة آلاف زيارة (من كل القوى والفصائل، وسأفترض أنَ الخمسة آلاف شخص قد مكثوا في رحلاتهم ما متوسط مجموعه يساوي عشرة أيام لكل فرد، ودعوني على أرضية هذه الفرضية البسيطة أن أُجري العملية الحسابية التالية رغم أنني لم أكن مُوفقاً في مادة الرياضيات خلال دراستي في المدرسة.

1. خمسة آلاف تذكرة x 1000 دولار للتذكرة، لكل الدول التي استضافت الحوار مع مصر-السعودية- قطر- اليمن- السودان- الأردن ولأسبابٍ "أمنية" هم يُفضلون الدرجة الأولى ولاعتباراتٍ كثيرةٍ .. فهم يحتاجون أيضاً للراحة للتفكير حتى خلال رحلاتهم وسفرهم في الهم العام!

2. 5000 شخص x 10 أيام في البلد المضيف = 50000 يوم x 200 دولار للليلة الواحدة في الفنادق – آخذين بعين الاعتبار أنَ الفندق يجب أن يكون أمين وصحي ونضيف.

3. 50000 خمسين ألف يوم x 3 وجبات = 150000 مائة وخمسين ألف وجبة ولنفترض أنَ متوسط ثمن الوجبة 70 دولار.

4. يلي ذلك مهمات وسفريات وتنقلات واتصالات وقاعات وصالات.

5. ولأنه ليست من حقي أن أتلصص على خصوصيات أفراد وطواقم الوفود، لن أدخل في حساب النفقات الأخرى العائلية وغير العائلية.

باختصار... ربما تكون الحوارات التي لم تُفلح حتى الآن في إحراز النتيجة التي يتطلع إليها كل أبناء فلسطين ... قد كلفتنا ما يُقارب الخمسين مليون دولار، وهنا من حقي أن أسأل وأنا أحد أفراد هذا الشعب العظيم ولكنه "الفقير والمنكوب" في نفس الوقت.. ألم يكن من الجدير بنا لو كنا صادقين ومخلصين أن نكون جديين في إدارة حواراتنا على قضايا بديهية لنُنهي هذا الحوار بمصالحة سريعة مُستحقة؟؟؟

وأن نبني بالمبلغ الذي بدَدناه خمسين مدرسةً أساسيةً أو خمسين عيادةً في مخيماتنا وأريافنا البعيدة، يحتاجها أطفال فلسطين؟؟! وإذا كنتُ أنا المواطن البسيط، أسألكم أيها القادة المتحاورين ألم يخطر ببالكم أنَ الله سيسألكم يوم لا ظلَ إلا ظله عن تبديدكم لمُقدرات وأموال شعبكم، واستنزافكم لعقول وأعصاب شعبكم.. وأظن أنَ من حقي أن أقول كفى.

ر.ق-ر.أ