وفي انجلترا، أجرت 58% من النساء اللاتي يعانين من مرض سرطان الثدى عمليات جراحية جزئية للحفاظ على الثدي.
ويقول الباحثون بالدراسة إنه ينبغي إبلاغ النساء المصابات بالمرض بمخاطر إجراء مزيد من العمليات الجراحية عند اختيار العلاج عن طريق الجراحة.
وقامت الدراسة التي يقودها باحثون من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي بفحص بيانات تم جمعها من 55,297 إمرأة مصابة بسرطان الثدي في بريطانيا.
وخضعت جميع هذه النساء لجراحات من أجل الحفاظ على الثدي بدلاً من اسئصاله تماماً، وذلك بين عامي 2005 و 2008 بمراكز طبية حكومية، وكانت جميعهن فوق 16 عاماً.
ثم نظر الباحثون إلى الإجراءات التي اتبعت خلال الثلاثة أشهر الأولى عقب إجراء أول عملية جراحية بالثدي.
وقد أخذ الباحثون في الاعتبار عوامل أخرى مثل نوع الورم والسن ودرجة الفقر والمشاكل الصحية الأخرى.
وتقول الدراسة إنه عند الجمع بين الجراحة والعلاج الإشعاعي، تكون العمليات الجراحية للثدي متساوية في الفاعلية مع عملية الاستئصال الكامل، وخاصة للمريضات اللاتي تعانين من أورام ظاهرة ومنتشرة بشكل يصعب احتوائه.
ولأن بعض أنواع السرطان يصعب اكتشافها في مراحل مبكرة، وذلك لأنها لا تشكل كتل أو أورام ظاهرة، فربما لا تستطيع عمليات الجراحة الجزئية بالثدي إزالة السرطان تماماً، ما قد يتطلب لاحقا عمليات جراحية أخرى.
وتقول الدراسة إن إجراء عمليات جراحية أخرى تعطل حياة المرأة وهي تنتظر من وقت لأخر المزيد من العمليات الجراحية، وقد يعطل ذلك عودة المرأة إلى عملها، ويسبب لها آلاماً نفسية، ويؤدي إلى ضرورة إجراء جراحة تجميلية للثدي.
ووجدت الدراسة أن 40% من النساء اللاتي أجريت لهن عمليات جراحية بالثدي أكثر من مرة خضعن في نهاية الأمر لعمليات استئصال للثدي.
وأشارت النتائج أيضاً، إلى أن احتمالات تكرار العمليات الجراحية كانت أقل لدى النساء كبيرات السن، والنساء من المناطق الأكثر حرماناً.
ويقول جيروم بيريرا، صاحب الدراسة واستشاري جراحة الثدي بمستشفيات جامعة باجيت في غريت يارموث إن هذه النتائج من شأنها أن تساعد النساء في اتخاذ القرار بشأن العلاج الذي يرغبن فيه.
وقال بيريرا إنه ينبغي على المرضى أن يشعروا أن الأطباء يمكنهم الآن أن يقدموا لهم النصيحة بشكل أكثر وضوحاً، فنحن جميعاً لدينا نظرة مختلفة للمخاطر، لكن هذا هو تمكين للمرضى ليتخذوا القرار الصائب لأنفسهم.
وأضاف أن نتائج هذه الدراسة من شأنها أن تساعد الجراحين، لإنها تعتمد على أطباء الجراحة وتمثل تحدياً لهم في محاولاتهم للحد من معدلات تكرار العمليات الجراحية.
وأوضح "نحن بحاجة إلى تحسين تقنيات التصوير لتحقيق هذا الهدف، وهذا يفتح أمامنا مزيدا من المجالات لإجراء مزيد من البحوث."
ن.أ-ر.أ